هاهي أيام الله تتوالى تباعا وتباعاً , يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وعاماً بعد آخر.. فهاهي أيام 2010م لفظت آخر أنفاسها مودعة لنا ومودعين لها في وداع لا لقاء بعده حتى يوم الدين , ذهب عام آخر من أعمارنا بأفراحه وأتراحه وسيبدأ آخر يحمل في جعبته الكثير والكثير لا يعلمها إلا الله.
ذهب عام وقد تحقق للكثير ما تحقق ونجح أناس في تطلعاتهم ومنهم من لم يوفق وآخرون لا يزالون يحاولون وجزء منهم سقط ونهض أقوى وأشد وكثيرون منهم وللأسف سقط وظل في حالة لا يجرؤ على المحاولة تباعا وتباعا وكل هذا سيسطر في ذكريات هذا العام وسيتم فتح صفحة جديدة بيضاء في دفتر العمر مكتوب بأعلاها 2011م.
فيا ليت شعري ماذا سيكتب بين سطور هذه الصفحة من أحداث وآلام وآمال.. يا ليت شعري من سيسعد فيها ومن سيشقى.. يا ليت شعري ماذا قدر فيها من إنجازات للمجتمع اليمني بشكل عام ولأفراده بشكل خاص, ولأن كل سنة تبدأ وقد وضع كل فرد منا آمال وطموحات وتطلعات يهدف من خلالها النجاح في حياته.
فلكل منا له هدف وطموح وأنا لي أهداف وأمنيات وتطلعات منها ما يخص اليمن أرضا وإنسانا ومنها ما يخص الإنسان اليمني في أرض الغربة ومنها ما هو شخصي بحت , فمن تطلعاتي وأمنياتي وآمالي لهذه الأرض المباركة الطيبة ترابها أن تعود حالة الأمن والسكينة والطمأنينة إلى بعض أجزائها والتي شهدت صراعات خلال العام هذا وما قبله سواء في شمال الشمال أو جنوب الجنوب وأن يتجه كل من ساهم في هذه الصراعات إلى البناء بدل الهدم والتنمية بدل التدمير والتعليم بدل التجهيل وان يدركوا تماما بأن هذه الأرض ملكا للجميع وليست حكرا لأناس دون آخرين.
أتمنى أن تتفق الأفكار في السلطة والمعارضة في مواضيع عده لمصلحة الشعب وأهم شئ دخول الجميع معمعة الانتخابات النيابية، بعيداً عن المماحكة السياسية التي لا طائل منها ولها إلا زيادة الفجوة بين شريكي الحكم والتي تنعكس بالسلب على الوطن وأبناء الوطن.. أمنيتي لليمن أرضا وإنسانا أن تستمر عجلة التنمية وتنمو وتزدهر ومن نجاح إلى آخر.. أمنيتي لليمن أرضا وإنسانا أن تندمج وبشكل كلي ونهائي في منظومة الدول الخليجية لتزداد قوة ومنعة هذه المنطقة وتستفيد من كادرها البشري، فالمنطقة الخليجية أرضا واحدة لا يفرقها لا دين ولا لغة ولا ثقافة ولا تاريخ ولا جغرافيا , أمنيتي لليمن أن يأتي عام2011 ويمر وقد تم انتشال كل فاسد في أجهزة الدولة إداريا كان أو تنفيذيا أو سياسيا أو غيره سواء بالقضاء أو بالهيئة العامة لمكافحة الفساد أو بالجهاز الإداري للرقابة والمحاسبة وأن يقوم كل جهاز بدوره على أكمل وجه، لأن استئصال الجزء الفاسد بداية لعودة الحياة إلى الجسد التنموي اليمني , هذه بضع من أمنياتي الكبيرة والكثيرة للكبيرة اليمن الأم ولأبنائها.
أما ما يتعلق بأمنياتي لكل مغترب خارج أرض الديار فهي.. أمنيات وتطلعات مشتركة بيننا جميعا فهمومنا واحدة ومشاكلنا متزامنة وآلامنا متحدة وآمالنا كبيرة , فالآمال لا تنقصنا وما ينقصنا إلا أن تتحقق في هذا العام الميلادي الجديد ومنها أمآلنا أن تتفاعل كل السفارات اليمنية وقنصلياتها في الدول الخليجية بشكل خاص جدا وفي بقية بقاع الأرض بشكل عام مع كل يمني يعيش في أرض استأمنتهم اليمن عليهم من خلال تحديدهم كسفراء للوطن في أرض المهجر سواء كان المهاجر عاملا أو طالبا، فعندما يدرك الفرد منا أن لديه قنصلية ذات قول وفعل متزن وثابت ومسموع يكون الإنتاج العملي والعلمي للمهاجر مثمر والعكس بالعكس.. أتمنى لكل طالب مغترب في أرض الغربة هنا أو هناك أن يستمر تفوقه في الحصاد التعليمي وأن يعود لأمة اليمن بشهادة وبمحصول علمي وافر وكافي ليفيد به أرض نهل منها ما نهل وترعرع في جنباتها ونمى فيها.. أتمنى وبعض الأمنيات من الخيال ولكن دعونا نتمنى في هذا العام الجديد بأن يتم معاملة المغترب اليمني في الخليج العربي كمواطن خليجي، بعيداً عن نظام الكفالة والتي يتم تصنيفها كجزء من العبودية خاصة عند بعض الكفلاء ممن لا يرقبون في حقوق الجوار والدم إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً ودائما على المكفولين معتدون ويالها من أمنية لو تحققت ستكون منجزاً لا منجز بعده في هذا العام الجديد.
أتمنى لكل مغترب أن تمضي هذه السنة من عمره وقد تحقق له الكثير من إنجازات وأمنيات وأحلام على المستوى الشخصي وألا يمضي عمره وغربته في الخارج ومازال في بحث دائم ومستمر عن الذات وأن تنعكس كل هذه النجاحات على اليمن بشكل عام , أما ما يخص تطلعاتي وأمنياتي وأحلامي التي سطرتها في هذا العام ودأبت لتحقيقها فقد سردتها كاملة في هذا المقال لأن هذه هي أمنياتي سواء كانت تطلعات على مستوى الجماعة (الحبيبة اليمن ونجاحاتها ) أو على مستوى الأفراد , فكلما شاهدت وقرأت وسمعت أن هناك إنجازات ونجاحات تتحقق لليمن تباعا وتباعا كلما زاد نجاحي وإنجازاتي وسأستمر في العمل للمساندة في تحقيق كل هذا من غربتي ولو حتى بالكلمة والقلم.
متمنياً من الجميع "مقيماً كان أو مغترباً, عاملاً كان أو عالماً, ذكراً كان أو أنثى, شاباً كان أو شيخاً" أن يتكاتفوا جميعاً لتحقيق طموحات وأمنيات وأحلام الأم اليمن لهذا العام الجديد وكل عام جديد، فالأرض التي خلقنا عليها وسيضمنا ترابها ذات يوم.. جديرة بأن نحميها جميعاً ونسعى لتنميتها والرقي بها.
وآخر أمنياتي وتطلعاتي أن يقدر العودة لمعظم المتفوقين والناجحين والبارزين في أرض الغربة إلى أرض الإيمان والحكمة وتسمح للجميع الظروف العمل فيها وفي تنميتها لأن معظم الكوادر الإدارية والتنفيذية خاصة المتعلمة منها تثبت نجاحها وتميزها عما سواها من كفاءات أخرى من جنسيات عربية وأجنبية، فكما يقال في الأمثال العربية "جحا أولى بلحم ثوره"، وكل عام والجميع في أرض اليمن والإيمان وخارجها في خير وصحة وعافية دائمة وأن يهل علينا هذا العام الجديد ويمضي وقد تحقق لليمن وأبنائها كل خير ورفاهية وأمن ونجاح.
Yusef_alhadree@hotmail.com
يوسف الحاضري
تطلعات وأمنيات مغترب لعام2011م 1788