في مثل هذا اليوم خسرت اليمن أباً مناضلاً وحكيماً وشيخاً من شيوخها الكبار ، فقد احتشدت الحشود في موكب جنائزي، لتشييع جثمان المرحوم الشيخ "عبدالله بن حسين الأحمر" ، فقد احتشدت جموع أبناء اليمن من كل حدب وصوب، ومن كل فج بعيد ومن كل الفئات المختلفة والتقى اليمنى واليسار، وتناسوا الخلافات.
فقد جمعتهم الفاجعة وجاء الجميع لوداع المناضل والشيخ وكل منهم يتذكر ويثني على مواقفه النضالية والبطولية المتميزة، فهي فعلاً مواقف تتسم بالحكمة والاتزان، فقد عرفناه محباً صادقاً في حبه للوطن وحريصاً على وحدة اليمن والأمة العربية، فقد كان رجل سلام.
فعلى الرغم من ضراوة وقساوة المرحلة التي عصارها الشيخ "رحمه الله" والتي عرفت بالتناقضات والخلافات، وعلى الرغم من كونها المرحلة الأصعب والأخطر إلا أن شيخنا رحمه الله كان كبيراً وكان حبه وإخلاصه لليمن بحجم اليمن كلها.
لقد رحل وغادرنا تاركاً برحيله فراغاً، وسيبقى هذا الفراغ شاغراً فلا أحد يستطيع أن يملي الفراغ الذي تركه برحيله.
نعم ترك وراءه رجالاً غرس فيهم محبته للوطن وللأمة رجال يسيرون على نهج والدهم المرحوم الشيخ الجليل، ونتمنى كم أن يملأوأ الفراغ الذي تركه، وذلك بالسير على خطاه واتباع منهجه الذي اتبعه وتطبيق منهجه الذي كان يسعى دائماً إلى تطبيقه، وهو نشر المحبة والألفة في اليمن، وكذا كان يسعى إلى وحدة الأمة باعتبارها المصدر والوسيلة والغاية لبنائها وحمايتها وتأمين انتصاراتها.
رحل وغاب عن محبيه الذين ودعوه في ذلك الموكب الجنائزي الأكبر في تاريخ اليمن، ولا أبالغ إذا قلت في تاريخ اليمن، لأنه شارك وساهم في بناء اليمن فلا نستطيع أن نسترد تاريخ اليمن دون ذكر اسمه الخالد في قلوبنا وفي قلب التاريخ.
فقد استحق الشيخ المرحوم/ عبدالله بن حسين الأحمر أن يخرج السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني لوداعه.. فذلك كان أقل واجب يقدم لإنسان لم يقدم إلا كل الخير من أجل اليمن واليمنيين.
نعم خرج الجميع لوداعه في مثل هذا اليوم في موكب لم تشهد له اليمن مثيلاً.
كروان عبد الهادي الشرجبي
لن ننساك يا شيخنا 1827