تلقيت اتصالاً من صديقة قديمة وحسب معرفتي بها توقعت أن تحدثني عن أمور شخصية ولكن خابت توقعاتي إذ بها تحدثني عن الصحيفة وعن المقالات والمواضيع التي أكتبها وبدون أي مجاملة، فقد مدحت صحيفتنا الغراء كثيراً واعتبرتها من الصحف التي تضع هموم المواطن في أيادي أصحاب القرارات وعلى الرغم أنها كانت من الأغلبية اللاتي لا يتصحفن الجرائد إلا أنها أصبحت هي من القارئات الدائمات للصحيفة.
وقد لفت انتباهها موضوع الخصخصة فهي تقول أن الخصخصة لا يمكن تطبيقها في اليمن وإن كانت الدول قد بدأت فعلاً بتحويل أغلبية المؤسسات إلى قطاع خاص فحتى ميناء عدن تم إعطائه لـ"دبي العالمية" وعندما نقول أن الخصخصة لا يمكن تطبيقها في اليمن لأن الواقع هو من يتحدث عن ذلك، أنظروا إلى الموانئ وعمالها أنظروا إلى عمال الميناء فهم إما مهددين بالطرد وإما رواتبهم متوقفة بدلاً من الزيادة في الرواتب أسوة بالعمال الأجانب.
وأن عملية نقل القطاع العام إلى الخاص تتم بطريقة عشوائية إذ لا يتم الأخذ بعين الاعتبار العاملين والموظفين ومناقشة أوضاعهم، بالأصح لماذا لا يكون العمال الموظفين هم أول من يتم مناقشة أوضاعهم!! وإذا نظرتي إلى المؤسسات والمصانع فهناك من تم إيقافهم بدون سبب مثل مؤسسة مواد البناء على الرغم من أنها كانت مؤسسة فعالة ونشيطة.
قد تكون صديقتي على حق فيما قالت إذ توجد مصانع مقفلة ومؤسسات عاطلة عن العمل على الرغم من أنها كانت سابقاً تعمل وبوتيرة عالية جداً، فمؤسسة الاصطياد الساحلي متوقفة تماماً عن العمل"، علماً بأن البحار مليئة بالخيرات والثروات السمكية" ولكن اسمحوا لي أن أضع رأيي حول ذلك وأن ما يحدث ما هو إلا تمهيد من أجل بيع تلك المؤسسات للقطاع الخاص وعموماً من لديه أي رأي أو معلومات فليزودنا بها ونكون له شاكرين.
أما الموضوع الآخر فهي رسالة من القارئ فؤاد وهو أحد منتسبي الجمعية السكنية لموظفي المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية وقد بدأ رسالته بالشكر الجزيل للصحيفة لسعة صدرها وتقبلها هموم ومشاكل المواطنين واعتبرها متنفساً للمواطنين ويشكر كل العاملين في الصحيفة ويتمنى للجميع مزيداً من التقدم.
أما مضمون رسالته هي مناشدة من أعضاء الجمعيات السكنية في عدن إلى القائد الفذ علي عبدالله صالح ـ حفظه الله ورعاه ـ لإعطاء توجيهاته إلى المختصين بالإسراع في استكمال مخططات الأراضي وتسليمها لأصحابها ليتسنى لهم التصرف فيها بالبناء، مع العلم أننا استكملنا تسديد كافة الرسوم منذ سنوات عديدة وكادت خدمتنا الوظيفية أن تشارف على النهاية وسيتم إحالتنا إلى التقاعد دون أن نتمكن من استلام هذه الأراضي المحددة لنا ، علماً بأننا قد تفاؤلنا خيراً قبل عدة سنوات، حين عرفنا أن هناك شركات أجنبية تقدمت لغرض البناء بمساحات مختلفة وبأسعار متفاوته وبالتقسيط المريح للموظفين ولكن للأسف لم تنجح الفكرة رغم النشر في الصحف، حيث قمنا بتسديد مبالغ مالية في البنك وعادت إلينا بعد مرور عام ومع عودة المال تبخرت الآمال والأحلام وبقي الحال ساكناً لا يتحرك وهاذا نحن اليوم نطرق باب الصحافة لوضع همومنا ونناشد قائدنا للنظر في هذا الموضوع وإعطاء تعليماته الكريمة إلى الجهات المختصة ليتم استكمال مخططات الأراضي، ليتم تسليمها لنا ونتمكن من بناء المأوى لأولادنا قبل أن نحال إلى التقاعد وتنتهي أعمارنا.
لا أعلم ماذا أقول ولكن ما استطيع فعله هو الدعاء لكم بالتوفيق، متمنية أن تلقى رسالتكم القبول.
كروان عبد الهادي الشرجبي
الجمعيات السكنية في عدن 2390