أصبحنا في الآونة الأخيرة نسمع كلمة خصخصة تردد دائماً، فإذا سألنا عن المصنع الفلاني قالوا سوف يخصخص والمؤسسة العلانية كذلك تلقي نفس المصير.
 وهذا المصطلح "الخصخصة" قد يفهمه البعض منا وكثيرون منا أيضاً لا يفهموه، فالذي نعرفه أن مؤسسة "قطاع عام" يتم تحويلها إلى القطاع الخاص الذي لا يتوانى عن إلحاق الأذى بالعاملين، فيطرد من يشاء ويبقى من يشاء ويقاعد أيضاً من يشاء... حتى إذا لم تنتهي مدته القانونية في الخدمة!.. هذه هي الخصخصة التي يفهما المواطن العادي والعامل البسيط.
أتفق مع الكل في أن الخصخصة مصطلح اقتصادي ابتدعته المؤسسات المالية العالمية.
* صندوق النقد الدولي والبنك الدولي
يهدف إلى مساعدة دول العالم الثالث ـ حسب ما تدعي ـ للخروج من أزمتها الاقتصادية، عموماً إذا اقتضت الضرورة ولما تتطلبه مصلحة الوطن علينا أن نفتح الأبواب ويتيح الفرصة لكل من يريد أن يجادل ويناقش بعقل مفتوح كل الجوانب الاقتصادية ولكن الخصخصة ليست بيع كل شيء! والسلام عليكم.
لا يجب أن نراعي أن هناك مؤسسات ناجحة تدار من قبل الدولة بكفاءة وعندها القدرةعلى التنافس، فلماذا تصر على خصخصتها؟!
مثل مصنع "كندا دراي" كان مصنعاً ناجحاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى بتلك كان منافساً وبقوة في السوق؟! لماذا تمت خصخصته ويبقى السؤال هل هذه السياسة ستنجح في اليمن أم لا؟! وأنا أعتقد بل أجزم أن هذه السياسة لن تنجح إطلاقاً لأن الخصخصة تعني سياسة التقشف تتبعها الدولة وذلك بتقليص الإنفاق الحكومي، وتقليص الإنفاق هذا لا يمكن تطبيقه في المرافق الخدماتية والاجتماعية التي لها أهمية في حياة ومصلحة الأكثرية الفقيرة من سكان المجتمع مثل التربية والصحة والكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات التي لا يمكن خصخصتها لأنها من الناحية المنطقية تفرض على الدولة أن تستمر بتحميل مسؤوليتها تجاهها، علماً بأن الدولة قد بدأت بإدخال القطاع الخاص إلى التربية والصحة، فهل هذا الأمر يعني التمهيد إلى تخلي الحكومة عن هذه المرافق الخدماتية للقطاع الخاص ؟، إذ كان كذلك فإنها حقاً تعد كارثة حقيقية.
إن إتباع منهج بيع القطاع العام للخاص يجب أن يحقق الأهداف أو الهدف الرئيسي الذي نشء من أجله وهو انتشال الأوضاع من الركود وإصلاح عجز للميزانية، بدلاً من اللجوء إلى البنوك المركزية لطبع مزيداً من النقود بدون أي أسس اقتصادية.. وذلك لن يكون إلا بوجود رؤية سياسية واضحة الأبعاد الاقتصادية وبوجود خبرة وكفاءة في الأداء.
ويبقى السؤال الأهم وهو هل بالفعل الخصخصة هي الحل؟!.