هل تعدد الأقنعة أصبح وباءً جماعياً أصاب العلاقات بين البشر، قد لا نرى ذلك من الولهة الأولى ولكن ما إن نتعايش مع الآخرين تبدأ الأقنعة تتهاوى وتظهر بحقائق، فهناك نوع من البشر يظهرون ما لا يبطنون فيتظاهر طوال الوقت بأنه الصديق الوفي والمحب والحقيقة هي غير ذلك فهو في أعماقه مليء بالأحقاد لا يحب لك الخير ويمارس هوايته المفضلة " النميمة " بالحديث عنك وعن أسرارك وقد يؤلف الحكايات الكاذبة لتشويه سمعتك وقد يفعل الكثير من أجل تدميرك إذا كنت ناجحاً .
نعم عزيز القارئ هناك نوع من البشر لا يحب أن يرى السعادة منتشرة وذلك لإحساسه بالنقص، والمشكلة الكبرى أننا لا نصدق أو أن نتخيل أن من نعتبره صديقاً قد يفعل ذلك والطامة الكبرى أننا لا ننتبه لذلك إلا عندما ينشر سمومه ونحس بها حينها قد نتدارك الأمر ونبتعد، علماً بأن الكثير منا لا يتدارك الأمر إلا بعد فوات الأوان .
هذا النوع من البشر ليس لديه ضمير وبلا قيم وبلا وازع ديني وقد انتشروا بكثرة بيننا، هذا وإذا لاحظت عزيز القارئ حتى العلاقات الزوجية أصبح أطرافها يرتدون الأقنعة، فما إن يعجب الرجل بالمرأة التي يتمنى أن تكون رفيقة دربه حتى يرتدي قناعاً يخفي كل ما هو حقيقي فيه، أي أنه يظهر ما لا يبطنه، فيتغزل بها ويعدد محاسنها وقد يكتب لها الشعر ويتمنى منها فكل طلباتها أوامر فتكون في نظره المرحة الجميلة المتحدثة اللبقة، بعد الزواج يتحول المدح إلى ذم ويسقط القناع لتظهر الشخصية الأخرى من داخله وتصبح الجميلة الرقيقة " أم الأولاد" مملة مهملة عابسة الوجه نكدية ثرثارة وتعمل جاهدة لتلف أصابعها حول عنقه وتجاهد لسد أنفاسه .
وقد يكون الحال نفسه عند الفتاة مع الفرق أنها فتاة وأحلامها وأفعالها تكون محدودة وضمن نطاق محدود، إلا أنها أيضاً ترتدي قناعاً يخفي عيوباً لا تريد من زوج المستقبل أن يراها ومع التعايش بينها وبين شريك الحياة تبدأ الأقنعة بالزوال وهذا هو حال أغبية العلاقات الزوجية، فنلاحظ أن أغلبية الزيجات عندما تمضي بها السنين تترك ورائها الحسرة، فنرى كل طرف يعيش في واد مختلف عن الآخر وقد يتحول الزوجان إلى شخصين غريبين تحت سقف واحد بعيدين عن الاهتمامات الموحدة والمشاعر الروحانية المشتركة، فتموت الألفة وتنتحر المودة وتحل التعاسة محل السعادة .
لذا علينا قدر الإمكان التعامل مع بعضنا بكل صدق ووضوح ويعبر كل منا عما يدور في داخله بصوت عالٍ ومسموع وأن نتصرف بعفوية ومن دون مجاملات كاذبة وليعبر كل منا للآخر عن أحاسيسه ومشاعره دون أي زيف ولا نفاق، فلا معنى لأي حياة إذا بدأت بالكذب ولا تصدقون العبارة التي تقول أنا لا أكذب ولكن أتجمل ففي الحياة لا مجال للتجمل والكذب مهما كان لونه، فهو أولاً وأخيراً كذب ولا ينفع صاحبه بل يقوده إلى الهلاك .
فلا داعي لارتداء الأقنعة، خصوصا في العلاقات الزوجية، فالأقنعة لا يرتديها إلا كاذباً أفاك ومنافق ولا يقيم للعلاقات الاجتماعية بين البشر أي وزن لأنه شخص غير سوي ومريض وبحاجة إلى علاج .
البيت الألماني يكرم فرقة خليج عدن المسرحية والداعمين لمسرحية "معك نازل" في برلين
على خشبة مسرح المركز الثقافي في العاصمة صنعاء تم تكريم فرقة خليج عدن، وطاقم مسرحية "معك نازل" التي حققت نجاحاً باهراً في برلين، وتم تكريم المؤسسات والوزارات الداعمة للمسرحية من قبل البيت الألماني، وبعد ذلك تم العرض الأخير للمسرحية .
الجدير ذكره أن المسرحية التي عرضت مؤخراً في صنعاء تناولت أحداثاً ثقافية مثل "خليجي20" ونجم الخليج "فؤاد عبدالواحد" بما يعطي للمسرحية تجدداً دائماً خارج الرتابة .
فيما عبرت بعض الشخصيات الثقافية والاجتماعية عن إعجابها الشديد بمسرحية "معك نازل"، مؤكدة ذلك الإعجاب بدخول المسرحية عدة مرات، وكان تجاوب الجمهور في العرض التكريمي ملفت للنظر وكأنها تعرض لأول مرة .
المطلعون على تجربة جمال مع البيت الألماني عبروا عن رغبتهم في إعادة التنسيق مع الجانب الألماني أو غيره في المناطق التي تكتظ بالجالية اليمنية والعربية لعرض مسرحياته وبالأخص "معك نازل" أو "كرت أحمر .
يذكر أن عمرو جمال بدوره رحب بمثل هكذا رغبات، مؤكداً استعداده للتواصل مع الملحقيات الثقافية أو أي جهة تدعم المسرح .
كروان عبد الهادي الشرجبي
وجوه وأقنعة 2411