كانت ومازالت علاقة المواطن بالشرطي " العسكري" علاقة يسودها الخوف والكراهة والحذر منذ العهود السالفة ، رغم أن العسكري هو حامي الحما وعين الوطن الساهرة، هو من يقدم روحه رخيصة لأجل وطنه
هو من يهجر أسرته ليظل الشهور الطوال في المعسكرات وعلى الثغور صيفاً وشتاء وحتى في المناسبات والأعياد، هو من يتقاضى اقل الأجور ويقدم للوطن أغلى الأمور.
وعندما كنا صغار كان الكبار يخوفنا بالعسكري ولما كبرنا كبر خوفنا من العسكري الذي ينفذ الأوامر بقسوة ووحشية ودون رحمة أو شفقة , أو مراعاة السن أو الجنس أو الحال.
عسكري الإمام:
وكان الناس أيام الإمام إذا تنفذ احدهم على مواطن فان ذلك يعني طامة كبرى , فعسكري الإمام يشتي غداء والغداء دجاج ولابد من الفته المغمورة بالعسل والسمن وفي تلك الأيام كان الرعوي لا يجد ما يأكل , فيحل عليه العسكري ضيفاً ثقيلاً، كما هو أيضاً في هذه الأيام، فإذا أراد الواحد منا أن ينفذ عسكري فلابد أن يدفع أجرته , كما أن الطرف المنفذ عليه سيدفعها أيضاً والمصيبة لو كانوا طقم.
ارحموا من في الأرض:
وتصدر من بعض الجنود " الشرطة ورجال الأمن" تصرفات تسيء لهم أولا وتسيء للدولة ثانياً , فكثير من الناس كرهوا المسئول الفلاني بل وكرهوا الحكومة بسبب بعض تصرفاتهم الغير مسؤولة والغير إنسانية والتي اعتقد أن المسئول لا يرضا عنها إن كان يعرف الله تعالى وما أبشع تلك المناظر التي تتكرر في كل المحافظات عندما يعتدي الجندي على بائع متجول " يلقط رزقه " من هنا وهناك وصاحب بسطه دفع دم قلبه ليشتري بعض البضائع " ليطلب الله بها " ويعف نفسه عن الحرام، فيرمون بضاعته أرضاً وقد يدوسونها دون احترام لنعمة الله تعالى، أن كانت مما يؤكل وفوق ذلك يعتدون عليه ويهينون كرامته على مرأى ومسمع الجميع.
أخوتاه ..ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ونحن معكم في تنفيذ القوانين ولكن هلاَّ نفذتموها برحمة، هلاَّ احترمتم كرامة المواطن وانتم تلقون القبض عليه.
يا وزير الداخلية ممكن:
ولكي يستقيم الحال لابد من شيئين متلازمين هو احترام كرامة المواطن والمحافظة على هيبة الشرطي.
وهذا ما قامت به حكومة غزة العزة حين أطلقت وزارة الداخلية في حكومة حماس الأحد (7/11) حملة كرامة المواطن وهيبة الشرطة: تحت شعار مواطن كريم وشرطي حكيم لتعزيز العلاقة بين رجل الأمن والمواطن الفلسطيني وتعزيز أواصر التعاون بين رجل الأمن والمواطن ، وتحسين العلاقة بينهما ، وتهيئة الأجواء لمرحلة تطبيق القانون .
وأعلن البرعاوي أن من يمس كرامة المواطن الفلسطيني سيلاحق بأقسى عقوبة يوقعها عليه القانون، قائلاً:"سنقوم بتحديد أي عنصر أو عناصر قد تسيئ لأبناء شعبنا لأن مثل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا في شرطتنا المقاومة.
وفي حفل مهرجان انطلاق الحملة وجه قائد الشرطة العميد أبو عبيدة الجراح رسالة لعناصر الشرطة تفيد بعدم التقصير في التعامل مع المواطنين ،وقال الجراح :"لا نتكرم على المواطن عندما نحترمه ونحافظ على كرامته فهو حق على أبناء الأجهزة الأمنية والشرطة وواجب مقدس للحفاظ على كرامة المواطن وإنسانيته وحقوقه وأمواله وأعراضه"، مؤكداً أن الدفاع عن كرامة المواطن واجب مقدس على عناصر الشرطة.
كما دعا حكومته للحفاظ على هيبة الشرطى، مضيفاً:"إذا لم تكن لرجل الشرطة هيبة فلا يستطيع إنفاذ القانون ولا إعادة ملاحقة العابثين.
وهنا أوجه نداء إلى وزير الداخلية الأكرم في التكرم بإطلاق حملة مماثلة تحفظ للشرطي هيبته وتضمن للمواطن كرامته.. ممكن يا وزير؟؟؟
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي
وكيل آدم على ذريته
alkabily@hotmail .com
أحلام القبيلي
يا وزير الداخلية .. كرامة المواطن وهيبة الشرطي 2897