;
كروان عبد الهادي الشرجبي
كروان عبد الهادي الشرجبي

سعادة.. مع وقف التنفيذ!! 1955

2010-12-18 03:34:55


ليسمح لي القراء الأعزاء أن نبتعد قليلاً عن أجواء الهموم والرسائل والشكاوى ونأخذ استراحة قصيرة نتنفس فيها الصعداء ونسميها استراحة محارب، ولنا عودة لتناول الأوضاع الجارية وطرح القضايا والهموم ونحاول إيجاد الحلول لها.
عموماً ليكن موضوعنا اليوم عن السعادة التي يحلم بها كل امرء في هذه الحياة وإذا طرحنا على أنفسنا سؤالاً: هل نعرف أساساً معنى السعادة؟!! وأين نجدها؟!!.. السعادة في وجهة نظري هي شعور نسبي بين البشر، فهناك مثلاً من يشعر بالسعادة في بيته أو في عمله أو مع أصدقائه أو حتى من خلال ممارسة هوايات مفضلة أو في الحصول على المال وأهم ما يميز السعادة هو الشعور بالرضى وفي حياتنا الحصول على المال هو من يجعل المرء يشعر بالرضى وبالتالي بالسعادة، فالمال هو مفتاح السعادة، نعم لنكن واقعيين بعيدين عن الكلام المنمق الذي لا يمت إلى الواقع بأي صلة.
لننظر إلى أي بيت من بيوتنا اليمنية ونسأل كم هي عدد البيوت التي يشعر أهلها بالسعادة؟!! اسمحوا لي أن أجيب "قليلة" حتى إذا ما شعر البعض بالرضى والسعادة يكون ذلك لفترة قصيرة وبعدها تحل التعاسة!!!
لست متشائمة، ولكن لنفرض أن أحد الأبناء نجح في دراسته الثانوية ستفرح الأسرة لنجاحه لفترة، ليحل محلها التفكير بالدراسة الجامعية ومصاريفها وإذا لم يرغب بالدراسة من أجل تحمل المسؤولية تأتي المشقة الكبرى وهي عملية البحث عن عمل!!.
أعذرني أيها القارئ الكريم من الواضح أني بت لا أستطيع الابتعاد عن الهموم، فقد لصقت بي، لأني عندما أحاول أن آخذك معي في إجازة بعيداً عن الهموم أجد قلمي يأبى ذلك، ربما كان معه حق وكل الحق، فكيف لي أن أكتب عن شيء مفقود في هذا البلد، لا أقول لا نفرح ولا نسعد فنحن نحلم بذلك ولكن ما باليد حيلة، فسرعان ما تتبدد فرحنتنا وسعادتنا لتصدمنا بأرض الواقع، المليئ بالأشواك والصعاب، حتى ونحن إذا في أوج أفراحنا ستكون همومنا في انتظارنا، فكم من أم أو أب فرح بتزويج ولده وأقاما الأفراح والليالي الملاح من أجل إتمام الفرحة وما إن ينتهي الفرح تبدأ الهموم من أجل تسديد الديون!!.
أي فرح هذا وأي سعادة تلك التي ننشدها وقلة الحيلة تلازمنا؟!!.
فكل شيء في حياتنا أصبح له ثمن، فإذا وجد المال فتحت كل الأبواب وارتاح البال وإذا ما ارتاح البال من التفكير بالغد وماذا سيحدث فيه ـ شعر الإنسان بالرضى وبالسعادة وهنا أنا اختلف مع علماء النفس الذين أكدوا على أن السعادة مرتبطة بالإنسان المتفاني والاجتماعي والنشيط،
لأن التفاؤل والنشاط لا يأتيان من فراغ، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أن شخصاً لا يملك الا الذي بالكاد يكفيه وأسرته، حتى أنه إذا فكر بالذهاب إلى أي مكان لا يستطيع الذهاب إليه لعدم وجود المال.
هل سيشعر هذا الإنسان بالتفاؤل والنشاط وهو لا يملك مالاً؟!!! ولكن إذا ما وجد المال لا أقول الوفير الزائد عن الحد ولكن المال الذي يجعل الإنسان يشعر بالرضى والسعادة ـ عندها يرى أولاده وقد حصلوا على كل ما هو ضروري ولازم من أجل أن يعيشوا حياة كريمة هانئة بعيداً عن الفقر والجوع والحرمان، هنا فقط سيشعر المرء بالسعادة.
لا تظنوا بأني إنسانة مادية، لا على العكس أنا إنسانة واقعية لا أستطيع أن احلق في الفضاء الرحب الواسع وأشطح بالخيال بعيداً، بل أحب أن أضع دائماً قدمي على أرض الواقع، لأن الأحلام تجعلنا نعيش حياة بعيدة كل البعد عن واقعنا الذي بات تحقيق الأحلام فيه من سابع المستحيلات، تخيلوا الأحلام حتى في حياتنا مستحيل تحقيقها.. فمن أين ستأتينا السعادة والشعور بالرضى؟!!!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد