كلنا يعلم أن بلادنا تطلب دائماً المساعدة من الدول المانحة " تتسول" أو حتى من البلدان الشقيقة ، يمكن لأنها تحب ذلك ؟! لا أعلم اسأل وأجيب في نفس الوقت، ليعذرني القراء الأعزاء ولكن إذا علمتم السبب قد تعذروني، فكل محافظة من محافظات الجمهورية اليمنية يوجد بها مصدر خير وخيرات كثيرة، فمحافظة عدن بها الميناء والذي إذا ما استُغل بالطريقة الصحيحة سيعود على البلاد بالخير الوفير ولا ننسى الموارد البحرية والمنطقة الحرة التي تنتظرها بفارغ الصبر وشبوة بها ثرواتنا النفطية وحضرموت والحديدة وحجة ومأرب وغيرها .
فإذا علمنا أن محافظة حجة تدخل من خلال منافذها الجمركية حوالي أكثر من "مليار" ريال سنوياً من إيرادات المنافذ وأن هذا المبلغ لا يدخل إلى خزينة الدولة ولا تستفيد المحافظة من هذه المبالغ فماذا سنقول؟! ألا ترى معي عزيزي القارئ أن الأمر مخزن ومؤسف أن تهدر هذه الأموال في بلد تتسول وتطلب المساعدة من كل البلدان !! .
الأمر الآخر المؤسف في هذا البلد هو عدم المصداقية، فكما تعرفون بأننا كتبنا عن أكبر علم سيتم تصميمه وسيدخل في قائمة "جينيس"، فهذا العلم كان من المقرر أن يتم رفعه في الثلاثين من نوفمبر وجاء "30" نوفمبر وها نحن نودع شهر ديسمبر، بل العالم كله ولم نر هذا العلم، هذا العلم الذي كان سيستفيد منه المواطن اليمني إذا كان سيعمل على تشغيل الأسر المنتجة ولكن "يافرحة ما تمت" فقد توقف العمل المتعلق بالعلم وهذا الأمر مؤسف، لأننا كذا نحلم بأن نرى علم الوحدة يرفرف فوق "عدن" ولكن يبدو إلى أن تحقيق الأحلام حتى ولو كانت بسيطة بات مستحيلاً! .
والأمر الآخر المؤسف في هذا البلد هي تلك الإعلانات الرنانة التي ووضعتها الهيئة العليا لمكافحة الفساد من أجل مكافحة الفساد والتي يتم عرضها في قناة اليمن .
السؤال الآن الذي يفرض نفسه: من تخاطب الهيئة العليا لمكافحة الفساد ؟ المواطن اليمني أم الحكومة ؟! .
لأن المواطن اليمني يعلم أن الفساد يسود بل يصول ويجول في كافة مرافق الدولة والوزارات ويتمنى أن يتم القضاء عليه، بل إنه دائماً ما يطالب الهيئة العليا لمكافحة الفساد بأن تتحرك لتقوم بأعمالها وبصورة سريعة، لذا بدلاً من عمل الإعلانات ورفع الشعارات، على الهيئة متابعة الوزارات والإشراف مباشرة على الأجهزة الرقابية النائمة وهذا أفضل بكثير من الاكتفاء بوضع الكلمات الرنانة التي لن تجدي نفعاً في بلد يسوده الفساد !! .
كروان عبد الهادي الشرجبي
أمور مؤسفة ومحزنة !! 1944