تصلني رسائل كثيرة تتطالبني بالكتابة عن وزير الشباب وضرورة محاسبته على الإهانة التي أهانها للجمهوري الكروي عندما طالبوه بالاستقالة وعلى إثر ذلك الطلب وصفهم بـ"المعتوهين"، وأنا أحدثكم للمرة المليون قائلة إن الكتابة لن تجد نفعاً فكل الصحف كتبت عن هذا الموضوع حتى صحيفتنا الغراء وفعلت ذلك ولكن ماذا حصل؟! لاشيء سيمر الموضوع مرور الكرام وسيتم تجاهله!!
فمنذ متى يتم محاسبة أي مسؤول عن أخطائه في اليمن فكم من مسؤول "وزراء تحديداً" تمت محاسبتهم؟!! ألاتعلمون أننا في اليمن؟!! فالوزراء في بلدنا يكتسبون حصانة لمدى الحياة، فمن يعين وزيراً يحق له فعل ما يحلو له، فكم من وزير بذر الأموال و اهدرها من أجل الانتفاع والكسب الشخصي!! ولكم من وزير اساء استخدام سلطته اسوأ إستخدام!! هل تمت محاسبته؟!! هل سمتعتم عن محاسبته أو محاكمة أي مسؤول أو حتى التحقيق معه؟!! إذا كان متروكاً بهم لفعل ما يشاؤون بأموالنا وثرواتنا دونما رقيب أو حسب!! بالله عليكم انسوا هذا الموضوع من أجل راحتكم.
عموماً من يشاهد التلفاز ويتتبع القنوات سيعرف أن اليمن البلد الوحيد الذي يظل فيها المسؤول مسؤولاً مدى حياته، هناك برنامج يقدم من "قناة اليوم" تحت اسم "كنت وزيراً" وأيضاً يعرض على "المصرية الأولى" وهذا البرنامج يجري مقابلات مع شخصيات تقلدت مناصب وزارية يوماً ما وتلك الشخصيات لم تعد كذلك لوبات هؤلاء الوزراء مواطنون عاديون لم يدرجوا ضمن أي مجلس أو إدارة أو هيئة، مقارنة ما يحدث عندنا في اليمن من يعني وزيراً.
لا يترك الوزارة إلا من أجل منصب أكبر وإذا كان وزيراً فاسداً يتم تعيينه محافظاً أو يتم وضعه في مجلس الشورى المهم أنه لا يعود مواطناً عادياً كيف ذلك وهو قد تعود على الرفاهية والبذخ في الصرفيات!!! إذن لا بد من الصرف عليه من ميزانية الدولة!! وعلى ذكر البذخ والحياة المترفة الذي يعيشها البعض، على حساب ميزانية الدولة، هناك أفراداً يموتون لأنهم لم يجدوا من يساعدهم أو حتى يمد لهم يد المساعدة كالأشخاص المصابين بأمرض خطيرة يستعصي علاجها في اليمن وأن وجد العلاج في اليمن سيتطلب الأمر مبالغ في الميزانية فدائماً ما تقفل الأبواب في وجوههم!!
فمثل هؤلاء لا يحق لهم العيش والمطالبة بأي مساعدة أو حقوق فلا أعلم لماذا لا يتم تخصيص منح علاجية لمرضى المصابين بأمراض يستعصي علاجها في اليمن؟!! ولا أعلم من يستفيد من تلك المنح العلاجية؟! أقول ذلك لأني أعرف أشخاصاً طالبوا بذلك وثم رفض طلبهم وكان الجواب هو عدم وجود منح مجانبة!! في حين اننا نسمع أن الوزير الفلاني وعائلته غادروا لأجراء فحوصات طبية!!!َ
تخيلوا فحوصات طبية!! طبعاً هم المسؤولون ولا بد من الاطمئنان على صحتهم هم وعائلاتهم. أما المواطنين الغلابى لا يمتكلون حصانة لمدى الحياة وأن ميزانية الدولة لم تشملهم، فما عليهم إلا الصبر والتحمل والدعاء إلى المولى عز وجل، أن يرحمهم برحمته.
??
كروان عبد الهادي الشرجبي
حصانة.. مدى الحياة 1733