ساعات معدودة ويهل علينا حدث كبير وهام جداً طال انتظاره وتحقق, ساعات معدودة وتتلون سماء عدن بأجمل ألوان وتتحلى أرضها بأجمل حلة وتنشد طيورها أجمل ألحان احتفائاً واستقبالاً للحدث البهيج "خليجي 20" والذي طال الحديث والكلام عنه منذ أكثر من سنتين ما بين شد وجذب حول إمكانية إقامته في اليمن من عدمه والسبب شراذم من باغضي الوطن هنا وهناك.

 وبعد أن تحقق الحلم ولله الحمد والشكر تتنافس كل القنوات الفضائية اليمنية في الترويج للحدث رغم معدودية هذه القنوات التي لا تتجاوز "4" قنوات منها "3" حكومية وواحدة خاصة.. وكل قناة تحاول أن تكون أكثر تميزاً من الأخرى وهذا شيء رائع عندما يكون التنافس في المصلحة العامة وليس الخاصة.

 ولأن التميز لا يأتي عبطاً أو عشوائية أو صدفاً وحظوظاً بل يأتي نتيجة عمل مثمر ومتميز من أناس منتجين ومميزين وذوي خبرات ومفهوميه ومجال رؤية واسع جداً بعيداً عن الكلاسيكية في التعامل أو النظرات الضيقة أو غير ذلك.

 ولأني مغترب في الخارج وبالتحديد في المملكة العربية السعودية فإنني كلما سنحت لي فرصة أمسك الريموت وأعرج على قنواتنا اليمنية الحكومية منها والخاصة لأتابع كل جديد عن خليجي "20" والحدث الأهم والذي هو حلم كل يمني محب للأرض والإنسان من أقصى الأرض إلى أقصاها سواء مقيم في الأرض اليمنية أو مغترب عنها, وكلما أتابع الإعلانات هنا وهناك أشعر بفخر وسعادة غامرة لا تضاهيها سعادة وأخر ساجداً وشاكراً لله لرده كيد الخائنين في أعقابهم وحق الحق بكلماته والحمدلله رب العالمين .

وكلمة حق إنني أعجبت بشكل أكبر مما كنت عليه سابقاً بقناة يمنية خاصة اسمها (قناة السعيدة ) والتي تثبت يوماً بعد آخر أنها مع الأرض والإنسان اليمني، بعيداً عن المجاملات الشخصية للساسة ولرجال أعمالها وبعيداً عن المماحكات السياسية الشخصية الضيقة.. وبعيداً عن تشويه سمعة اليمن كشأن بقية القنوات الأخرى.

 ومنها فقد دأبت القناة ومنذ أولى لحظات التأكيد على إقامة الحدث الخليجي في اليمن بالترويج الرائع والمميز والغير مسبوق به.. فتارة تستخدم الحركات الرياضية (كالطفل الذي يضرب الكرة بأزياء جميع الفرق المتنافسة ) وتارة من خلال الزوامل والأشعار الشعبية اليمنية والتي مطلعها ( قال الحكيم اليماني ).. وتارة من خلال عرض الصور الجمالية لليمن عامة ولعدن وأبين خاصة وغيرها من الفقرات والبرامج المتميزة والمتميزة جدا والتي كل لحظة تدهشنا ثم تمتعنا بها بعيداً كل البعد عما تقوم به القنوات الأخرى الحكومية من فقرات أقل ما توصف بأنها (كلاسيكية بدائية ).. وهذا يولد الملل للمتابع.. غير أن عزاء الجميع أن البطولة بمشيئة الله ستقام على الأرض اليمنية رغم كل الظروف ورغم أنف من حاول منعها.

 ومن خلال هذا تثبت القناة الرائعة بأن الإبداع والتميز لا يأتي بالمحسوبية والوساطة والمعرفة والصحوبية والقرابة.. بل يأتي بالعمل الجاد الصحيح الصادق المتميز والإبداع نتيجة جهد جبار يقوم به أناس ذوي خبرة وفطنة ومعرفة ولا يأتي على أيدي أناس كانت شهادة توظيفهم هي صلة القرابة للمسؤول الفلاني أو العلاني.. أثبتت هذه القناة فشل بقية القنوات لأنك لا تلاحظ فشل الغير إلا عندما تعرف النجاح وأصوله.

 ومن هذا نستفيد من شيئاً اسمه فشل, فلولا الفشل ما عرف النجاح ولولا الإخفاقات ما عرف التميز , ولولا السعيدة ما عرفت بقية القنوات ماذا تعمل.. وأنا هنا لا أحاول أن أحط من قيمة وقدرة بقية القنوات بل أحاول أعطي كل ذي حق حقه.

 فكنا دائماً ننتقد قنواتنا الحبيبة الحكومية لأنها قنوات كلاسيكية لا تحتوي على شيء أسمة إبداع واختلاق وتشويق للمشاهد رغم أنها موضوعة كأولى القنوات ترتيبا بين أكثر من مائة قناة تم غربلتهن في معظم أجهزتنا جميعا.

وكنا دائما نتعقد عندما نشاهد مواضيع وبرامج مملة ومكررة حتى أن معظمنا لا يشاهدها إلا أيام الشهر الفضيل لأن هناك يكون الإبداع والتميز شأنها شأن المأكولات الرمضانية والتي تغيب عن السفرة أوقات.. الفطر وهذا أبسط تمثيل للقنوات اليمنية الفضائية مستثنى من ذلك القناة التي أسعدتنا (السعيدة) والتي عرجت عن القاعدة اليمنية بأسلوب راقي ومتميز وهذا الفضل يرجع لأن لها إدارة متميزة أساس توظيفها للكوادر الإعلامية (التميز والإبداع والشهادة ) وليس ( القرابة والصداقة والمادة ) أساسها، فهذه أساسها قوي جداً وتلك أساسها شفا جرف هار وشتان بينهما .

ومن هنا من أرض الغربة أتمنى من كل القنوات اليمنية الفضائية أن تحذو حذو السعيدة في كل شيء وأن تستمر السعيدة في إسعاد جميع مشاهديها فلها الطليعة في متابعتنا جميعاً سواء كنا في الداخل أو الخارج وأن تعكس الوجه المشرق لليمن سواء في منافسات خليجي"20" وما بعد خليجي "20" وأن تتظافر الجهود جميعها لإنجاح الفعالية التاريخية والتي سيكتبها التاريخ في أول السطر لصفحة جديدة عن علاقتنا مع دول الجوار الخليجي والعراق.. فلله الحمد من قبل ومن بعد.

Yusef_alhadree@hotmail.com