أمرنا ديننا الحنيف بعدم الخوض في أمور وأحاديث لا تعنينا وحرم علينا الفتنة والكذب والنميمة وحثنا على الصمت وحبب إلينا الستر وحسن الظن مع ذلك نجد العديد من الناس أو لنقل هناك صنف من البشر لا يحلو لهم الجلوس دون المساس بإعراض الناس والخوض في أدق تفاصيل حياتهم الشخصية وعلى الرغم من انتشار الخبر في وسط معين من البشر إلا أنه سرعان ما ينتشر ويصبح إشاعة تلوكها الألسن، إنها عينه من البشر مات الإحساس في قلوبهم حتى أصبح كل همهم هو النيل من الآخرين وإيذائهم ولا يحدث ذلك إلا عندما يموت الضمير.
ألا يعلم هؤلاء أن المسلم الحق من سلم الناس من يده ولسانه وأن من ستر مسلما ستره الله ومن أراد ذلك فليبتعد عن الكلام في ما لا يخصه ولا يعنيه وليقل خيراً أو ليصمت أو ليبتعد عن تزييف الأمور وسوء الظن.
إلى متى سنظل نتجاهل أو نتغافل عن فضاعة هذا العمل فكم من كلام فكك أسراً وهدمها، سواء بقصد أو بغير قصد.
أما أنت أيها المظلوم يا من طالتك تلك الألسن فإن الله بالمرصاد لظالمك ففي يوم سيشهد عليه لسانه وجوارحه فاطمئن وأيقن بأن كل من تكلم عنك قد تسجل كلامه حتى ما نسيته أنت فلن يضيع مثقال ذرة عند رب العباد فهو من سيأخذ للمظلوم حقه فأحياناً كثيرة أظل أتساءل لماذا تجرد البشر من كل النوازع الإنسانية؟ هل يعلم من لا يخشى الله وينتهك الحرمات والأعراض؟ أظنه يقول سأطلب تلك العينة من البشر أن يمنحها الله فرصة التوبة قبل أن يفاجأها الأجل؟!!.