وكما تحدثنا في مقال الأمس عن الحال العربي السخيف في التعامل مع قرارات الدول الأوروبية والتي هي ضد تعاليم الإسلام الحنيف والتي فقط تحكم مظهر الإنسان المسلم لأن القلوب لا يعلمها ويحكم عليها إلا ربها جل وعلا.. فلا نجد حاكماً عربياً تتحرك شفتاه ولو بعبارات غير مسموعة تستنكر أي قرار أو تتواصل مع زعيم أوروبي صديق ليتكلم ويتناقش معه أو حتى يضغط علية إن كان هناك مصالح اقتصادية مشتركة لأننا اعتدنا على الذل والمسكنة وأصبح روتيناً يومياً نتعايش معه بدءاً من الرأس وحتى أخمص القدم في الدول الإسلامية.
"وكم يحز قلبي عندما أكتب كلمة دول وليس دولة" وبعيداً عن الضعف العربي المعروف للجميع سأتطرق إلى التضارب السخيف في التعامل والازدواجية الأوروبية في قراراتها المتعلقة بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه وحامليه , ففي حين أن بإمكان الراهبة أن تغطي جسدها من رأسها إلى إصبع قدميها وذلك لتكريس حياتها لعبادة ربها , لكن إذا فعلت فتاة مسلمة نفس الشيء , لماذا تضطهد وتمنع من ممارست تعاليم دينها ؟ أليس هذا تضارب فاضح لهم ولقراراتهم ولتعسفهم وبيان عملي واقعي لبغضهم الإسلام وتعاليمه وحامليه وصورة واضحة لهجمتهم الشرسة المنظمة على الدين ومتدينيه.
وعندما نجد أو نسمع (وهذا نادراً) أن هناك امرأة غربية تكرس نفسها للبيت ولتربية أبنائها والاهتمام بزوجها والمحافظة على الأسرة وشرف الأسرة نجد أن الكل يمتدحها بل ويكتب قصص المدح فيها وتعرض في مسلسلاتهم ,في حين أن هناك هجمات أوروبية إعلامية على الحال العربي وإضطهاده للمرأة.. ومن هذا الاضطهاد حصارها في المنزل ولابد لها من حقوق مثل الرجل ولابد أن تخرج وتعمل وو..إلخ، في محاولة لنزع الحياء النسوي ومحو الهوية الإسلامية السمحاء!.
وعندما نجد أن الحرية في أوروبا بلا حدود لها ولكل فتاه أن تلبس ما تريد في الجامعة وغير الجامعة حتى لو خرجت عارية فلن تلام بل تمدح لحسن فهمها الحرية في حين أن الفتاه المسلمة تمنع منعاً باتاً أن تذهب وهي لابسة ما تريد بمعنى أن تكون محتشمة ومستورة ومغطاة بلباس التقوى الذي أمر به ربها جل وعلا.
فيا له من تضارب في مفهوم الحرية الأوروبية الغربية التافه والغبي والواضح للعيان!!، وعندما نشاهد شخص غربياً يقوم بعمل بطولي وينقذ شخصاً أو أشخاصاً من الهلاك بطريقة أو بأخرى يتم وصفة بالبطل ويشتهر شهرة لا مثيل لها , في حين أن العربي المسلم الفلسطيني الذي يدافع عن أرضة وعن أمة وأسرته وعرضه ويدافع عن مسجده يتم وصفه من قبلهم بـ(الإرهابي ).
أليس هذا التضارب يدمي القلب بعد أن أدمع العين وأضحك الشفاه ورسم حالة هستيرية لكل متابع للحال المعايش!!!!وعندما يقتل اليهودي إنساناً مسلماً فبالتأكيد أن الدين ليس له علاقة بهذه الحادثة ولكن عندما يقتل المسلم قرداً يهودياً فالمتهم الأول هو الإسلام وتعاليمه ولابد من إعادة النظر في تعاليمه ومنهاجه وتغيير نبرات الخطابة وغير ذلك في تصوير واضح وبسيط للضعف الإسلامي العربي إعلامياً وغير إعلامي!.
وعندما يقود إنسان سيارة حديثة ويرتكب خطأ يتم معاتبة الشخص عن أسباب الحادث بيد أنه عندما يرتكب مسلم خطأ ما أو يعامل الناس بطريقة غير ملائمة فيتم إلقاء اللوم على الإسلام وليس على الشخص , في سخف وغباء ونقص فهم وتدين واضح للعيان أو بالأصح مستهدف من الغير!.
وفي الأخير للحديث وللكلام الذي يطول ويطول ولن يتم أبداً في تفصيل وشرح الحال الإسلامي والرؤية الغربية لنزعه من أرضنا وقلوبنا ومنهاجنا ومظاهرنا ولو بعد حين فالسبب الذي أدى بنا إلى هذه الحال هو أن الإنسان العربي المسلم وصل إلى حال يرثى له بحيث أنه يصدق كل ما يقال في الصحف غير أنهم وللأسف لا يعلمون ما يقوله القرآن!.
ولن يغير الله ما بنا حتى نغير نحن ما بأنفسنا ولا يجب أن ننتظر النصر من الله ونحن نرتشف القهوة على شرفات منازلنا وواضعين أرجلنا على بعضها فالنصر لا يأتي إلا بالنصر, فيجب عقل الناقة قبل التوكل على الله , فالإسلام سيعود غريباً كما بدأ غريبا ولكننا نسأل الله ألا يتغرب الإسلام في عصرنا وحياتنا نحن لكي لا نسئل لأن السؤال يوم القيامة سيكون شديداً وصعباً والإجابة لن تكون ذات جدوى في تلك اللحظة , والله من وراء القصد)).
Yusef_alhadree@hotmail.com