كنت قد كتبت في موضوع سابق مناشدة إلى فخامة رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح – حفظه الله- ، وكانت تلك المناشدة حول اليمنيين المختطفين من قبل قراصنة صوماليين وقد أشرت إلى أن أحد المخطوفين قد مات وفي الحقيقة لم تتم الإشارة إلى كيفية الوفاة وأثناء ذلك تم نشر خبر في صحيفتنا الغراء يفيد بأن أحد المخطوفين قد انتحر والحقيقة المحزنة والمؤسفة هي أن المخطوف اليمني تم قتله من قبل القراصنة بتاريخ 27/11/2010م ووضعت جثته في داخل ثلاجة أسماك وقد تم إرسال رسالة مسجلة عبارة عن لقطات مصورة بالفيديو إلى أهالي البحار اليمني وكان ذلك إنذاراً من قبل القراصنة لأهالي بقية البحارة اليمنيين وتأكيداً على تنفيذ تهديداتهم بقتل الرهائن واحداً تلو الآخر في حال عدم الاستجابة لمطالبهم ودفع الفدية من قبلهم.
وعموماً تم توجيه مناشدة إلى فخامة رئيس الجمهورية بتاريخ 21/9/2010م من أهالي المخطوفين يناشدونه فيها بالتدخل لإطلاق سراح طاقم البحارة اليمنيين "9" نظراً للعذاب الذي يتلقونه على أيدي القراصنة واليوم استلمت مناشدة إلى فخامة رئيس الجمهورية – حفظه الله ورعاه- من أسرة الشهيد/ وجدي أكرم محسن – الضابط الثالث في الباخرة "أيس بيرج" المختطفة من على بعد 10 أميال بحرية من سواحل أحور بمحافظة أبين- وقد كانت المناشدة تطالب بالإفراج عن جثمان الشهيد/ وجدي أكرم محسن وجاء فيها:
نحن أسرة الشهيد/ وجدي أكرم محسن – الضابط الثالث في الباخرة المختطفة - وباسم الإنسانية والرحمة نتقدم بمناشدتنا هذه إلى فخامة رئيس الجمهورية آملين تكرم فخامته بالتدخل السريع والعاجل للإفراج عن جثمان ولدنا الشهيد/ وجدي والذي تم قتله من قبل القراصنة يوم الأربعاء بتاريخ 27/10/2010م بحسب ما أرسل لنا وكافة الوقائع والمعلومات تؤكد اغتياله وفي مقدمتها تهديد القراصنة السابق بقتل وبيع أعضاء الجسم للرهائن الموجودين لديهم من بقية طاقم الباخرة المختطفة وعددهم "8" بحارة يمنيين وذلك بعد مصرع "ولدنا" والذين نأمل تدخل فخامته أيضاً للإفراج عنهم، مع العلم أننا لم نجد بداً من التقدم إلى فخامته بمناشدتنا الإنسانية والعاجلة هذه بعد أن طفح الكيل بنا من الوعود تلو الوعود والتي تلقيناها بتسليمنا جثمان ولدنا الشهيد وجدي والإفراج أيضاً عن البحارة اليمنيين والذين طال انتظار وصولهم إلى أرض الوطن سالمين، لكن دون جدوى.
فخامة رئيس الجمهورية أطال الله في عمرك وأبقاك، نحن نعلم أن مناشدتنا هذه لن تعيد الروح لجسد ولدنا، ولكنها على الأقل وفي ظل تنصل كل من مالك الباخرة والشركة الملاحية وكافة الجهات الرسمية اليمنية والصومالية - عن مسؤولياتهم جميعاً في مواجهة القراصنة ومطالبهم تبقى مناشدتنا لك هي أملنا الأخير بعد مناشدة المولى عز وجل في استعادة الجثمان حتى يتسنى لنا القيام بدفن ولدنا في وطنه بكل كرامة وإقامة مراسيم العزاء والتي لم نتمكن من البدء بها حتى يومنا هذا في ظل تمسكنا بحقنا في استعادة الجثمان.
وفي الأخير وفقكم الله يا فخامة الرئيس وسدد خطاك لما فيه الخير والصلاح لهذا الوطن وأبنائه.
كتبت تلك السطور وأنا بالكاد أرى الكلمات، فعيناي ممتلئتان بالدموع، دموع حسرة وألم لمصاب تلك الأسرة، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ مدى فظاعة أن تتسلم منظراً كذاك المنظر الذي أجبروا على رؤيته (ربنا ينجي الجميع ويحفظهم) ومع ذلك حمدوا الله على ما أصابهم وطالبوا باستلام جثمان ولدهم لتشبع عينهم منه ويدفن بأيديهم، وطالبوا بالسلامة للبقية - أي أيمان هذا ؟!! والله هذه الأسرة تمتلك إيماناً قوياً، هذا الإيمان قد ساعدها على الصبر والتحمل والتماسك على مصابها الجلل هذا وأنا لا أملك إلا أن أضم صوتي إلى صوت أسرة الشهيد وجدي أكرم وأناشد فخامته بالنظر إلى مناشدتهم، فهم لم يطلبوا إلا أن يوارى ولدهم التراب ويقام له واجب العزاء فهل هذا بالمطلب الكبير؟!!.
فخامة الرئيس الرجاء النظر بعين الرحمة والإنسانية إلى مطلب أسرة الشهيد وجدي أكرم ولك منا كل الاحترام والتقدير.
كروان عبد الهادي الشرجبي
إلى فخامة الرئيس 2042