تلقيت اتصالاً يعد الأغرب من نوعه على الإطلاق، والغرابة التي فيه لا تكمن في شخصية المتصل بل بنوعية الحوار إذ كان الاتصال مناشدة إلى رئيس الجمهورية اليمنية بشأن اختطاف يمنيين من قبل قراصنة صوماليين ولأن الموضوع يعد أمراً خطيراً جداً فقد طلبت الوثائق الرسمية المؤكدة على كل كلمة وكل حرف وبالفعل وصلتني رسالة مرفق معها كافة الوثائق المؤكدة وقد كان موضوع الرسالة كالتالي: "أنا أحد أمهات اليمنيين المخطوفين من قبل القراصنة حيث أنه في 27/3/2010م تم اختطاف السفينة ICEBERG "" اليمنية من قبل قراصنة صوماليين في خليج عدن أثناء توجههم من عدن إلى جبل علي بدبي على بعد "10 أميال بحرية" من منطقة "أحور" بمحافظة عدن، علمنا بذلك عندما قام القراصنة بإجراء اتصال معي ومع عدد من أهالي المخطوفين بغرض إبلاغنا بأنه إذا لم تبادر الحكومة اليمنية بدفع الفدية المقررة من قبلهم خلال عشرة أيام من إجراء الاتصال فسوف ينفذون تهديدهم بقتل كافة أفراد طاقم السفينة المخطوفة، وهذا الأمر دفع بنا إلى توجيه مناشدات عدة للوزارات والجهات المختصة وذات العلاقة في بلادنا ابتداءً من خفر السواحل الذي بدورها ألقت بالحمل على وزارة الداخلية التي أكتفت بتوجيه رسالة إلى وزير الخارجية الذي لم يفعل إلا الشيء نفسه فقد وجه رسالة إلى سفير الجمهورية اليمنية بمقديشو أن أحد التجار قد مات والبقية يهتانون ويقاسون آلام البعد عن الوطن وآلام العذاب والتنكيل. لكِ أن تتخيلي من تاريخ 29/3/2010م ونحن نتابع الجهات المختصة ولم نلق أي تجاوب حقيقي وكأن أولادنا ليسوا من مواطني الجمهورية اليمنية وواجب على الحكومة حمايتهم والدفاع عنهم اليهود في إسرائيل يقاتلون في سبيل استرجاع جثة لمواطن يهودي ومن أجل استلامها يطلقون سراح أسرى فلسطينيين.. من أجل جثة ونحن أولادنا يتعذبون وينكل بهم ويموتون ولا أحد يستجيب لإنقاذهم.
لهذا لا يوجد أمامنا إلا مناشدة رئيس الجمهورية "حفظة الله" في هذه الأيام المباركة أن يساعدنا ويعمل على حل هذه المشكلة فأولادنا يتعرضون للتعذيب منذ ثمانية أشهر ونحن لا يوجد بأيدينا شيئاً نقدمه لهم فارحمنا وأزح عنهم آلامهم وفرج عنهم فأنت أملنا الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى فلا تدع أولادنا يموتون ولك منا كل الحب والاحترام.
هل تصدق عزيزي القارئ أن هذا يحدث في اليمن؟!! هل تصدق أن الحكومة هكذا ببساطة تتنصل عن واجبها نحو أبنائها؟! هل موضوع خطير كهذا يحتاج لأن يعامل بالروتين والرسائل؟!! وهل أصبح المواطن اليمني رخيصاً إلى هذا الحد؟!.
إن التعامل مع هذه القضية بشكل روتيني منح القراصنة لارتكاب أفضع الأعمال بمياهنا لأنهم لم يجدوا من يردعهم ويقف في وجوههم وإن هذا التصرف اللامسؤول من قبل الحكومة هو من جعل القراصنة يرتكبون الجرائم بحق أبنائنا الصيادين لأنهم قد عرفوا أن هذا الأمر لا يؤثر على الحكومة وبالتالي يمرحون في بحارنا ويفعلون ما يحلو لهم.
أن أبناءنا يتعرضون للتعذيب في منطقة "عليا بوصاصو" الصومالية فهل ننتظر الروتين حتى يتم القضاء عليهم كلهم؟!! بالله عليكم هل هذا يعقل؟!.. لن أطيل عليكم فأنا هنا أضم صوتي إلى صوت أهالي المختطفين وأناشد فخامة رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح "حفظه الله ورعاه " للعمل من أجل إنقاذ أرواح أولادنا وأسماؤهم كالتالي:
1) عبدالرزاق علي صالح "قبطان"
2) حافظ صالح علي قاسم "ضابط ثاني"
3) وجدي أكرم محسن "ضابط ثالث"
4) محمد عبدالله علي خان "كبير المهندسين"
5) جمال علي سالم الحسني "كبير بحارة"
6) أحمد فايز أحمد "بحار "
7) معمر عبده صالح "بحار"
8) عبده عمر محمد سالم "فني ميكانيك"
9) جمال إبراهيم صالح "طباخ"
??