استكمالاً لما بدأناه قبل يومين عن تحليل الوضع اليمني والحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تمر بها اليمن وبعض المشاكل الدينية هنا وهناك في بلادي الحبيب اليمن السعيد وعلاقة كل هذا بالحركات التبشيرية النصرانية ومن خلفها المنظمات والدول الكبرى.. مازلنا نؤكد الهدف من كل هذا جعل اليمن مركزا لعمليات التبشير والتنصير في المنطقة ككل بعد أن تستدرج شريحة منهم وتخرجهم من النور إلى الظلمات , ثم تطرقنا وبنوع وجيز لعلاقة التمرد الحوثي في شمال الشمال اليمني وتذليلها لهذه العمليات التنصيرية حيث أن إنهاك الإنسان اقتصاديا وتغريبه عن أرضة وترعيبه في نفسه يجعله لقمة سائغة في أيدي هذه المنظمات وكيف أن الولايات المتحدة الأمريكية وأخواتها في الاتحاد الأوروبي تدعم هذه الأعمال التخريبية في صعدة وتدعم الحوثيين لاستمرار التخريب والترعيب لينشغل الشارع اليمني عن أهم أهدافهم من نشر للمسيحية في اليمن , وكلما بدأت اليمن تستقر نوعا ما يتم اختلاق مشكلة جديدة لتشغل البال والتفكير عن كل هذا وآخر دليل موضوع الطرود البريدية والذي هو بالتأكيد تنسيق وصنع أمريكي ليشدد الخناق على الساسة اليمنيين وتقديمهم تنازلات أكثر خاصة في موضوع المنهاج الإسلامي المدرسي وغي ذلك , وكما ذكرت في مقال الأمس بأني سأذكر علاقة بقية المذاهب الإسلامية بالعملية التبشيرية في اليمن فسأذكر وباختصار علاقة المذهب الشافعي والذي يمثله بشكل عام حزب سياسي معارض كبير بل هو الأكبر على الساحة اليمنية بعد الحزب الحاكم لأن هذا الحزب منشق أو بالأصح وليد من حركة إسلامية عربية كبيرة تسمى ( الأخوان المسلمين ) فعندما يكون هناك جماعة إسلامية كبرى لها صيت إسلامي كبير في الشارع اليمني وأيضا لها توجهات سياسية منظمة فهنا تكمن الخطوات الإيجابية في تعميد وتوثيق موضوع الدين والدولة وعلاقتهما الوثيقة خاصة في ديننا الحنيف المسلم , وبعد أن استمالت هذه الحركة الحزبية شباب وأفكار وجهات كثيرة إلى جانبها كخطوة صحيحة وصائبة في الطريق السليم لتكوين حزب سياسي قوي يعمل على جانبين متصلين ووثيقين (سياسة ودين ) فقد رأت الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وأصدقائها المقربون الأوروبيون من هذه الحركة خطرا ليس عليها وعلى مصالحها في المنطقة على الإطلاق وإنما على عمليات التبشير فكان لزاما عليها دراسة هذه الحركة ودراسة قاعدتها الجماهيرية وتأثيرها عليهم وأفكارهم وأهدافهم اللحظية والمستقبلية ومن خلال كل هذه الدراسات المستفيضة والمركزة وخلال إيجادها بعض نقاط الضعف والتي يمكن لهذه الدول استغلالها واستدراجهم ومنها صرف نظرهم عن العملية الدينية اليمنية ولو تدريجيا من ضمن أجندتهم الحزبية وتركهم في موضع اللهث السياسي وراء الكرسي , فبعد أن كان كل من يلتحي اللحى ويتردد إلى المسجد يطلق علية عامة ( إصلاحي ) في إشارة يمنية خاطئة من الإنسان اليمني لكل متدين بأنة إصلاحي وذلك لما نعرفه من العلاقة الوطيدة بل علاقة ولادة ونمو ونشأة بين هذا الحزب وبين الدين الإسلامي الحنيف , ولأن إستأصال مثل هذا الحزب من المستحيلات فالتفكير الأوروأمريكي في هذا الجانب هو أستماله هذا الحزب وصرف فكرة وتفكيره من جانبها الديني السياسي إلى جانب واحد هو الجانب السياسي وتقويته في هذا الجانب وجعله يقترب أكثر وأكثر من الحكم ليتفاعل أكثر وأكثر في هذا الجانب وصرف النظر تدريجيا ثم كليا عن الأهداف والمبادئ الدينية وهذا ما لاحظناه من خلال الاندماج مع الاشتراكي والذي حاله مثل حال بقية الأحزاب اليمنية وعلاقته بالدين خفيفة وليست كحركة الأخوان الإصلاحية), ومن هذا المنطلق تخلت هذه الجهة الدينية الكبرى في اليمن عن الجانب الديني التعليمي الدعوي التصحيحي إلى الجانب السياسي البحت وتم القضاء ولو نوعا ما على جانب آخر وكبير من الجوانب الدينية الكبرى اليمنية بعد تكتيف وتجريم الجانب الأول الزيدي, ولم يتبق لهم الآن إلا ما يسمى بالسلفية في اليمن ولأن هذه الحركة لها طابع تشددي ديني بحت فموضوعها بسيط جدا فقد تم ربطها بخلايا القاعدة والتفجيرات والإرهاب في اليمن والمنطقة بشكل عام وزرعت العداوة والحرب والمواجهة بينها وبين الدولة والموضوع وأساليبهم في هذا الجانب واضح للعيان ولا يحتاج التعمق فيه أكثر ومنها تم صرف نظر الحركة السلفية الدينية من جانبها الدعوي والتصحيحي والديني إلى جانب المواجهة مع الدولة وحروبها المستمرة , وأصبح الآن كل الجهات الدينية في صراع مع الدولة وحكومتها , فالمذهب الأول يحارب الدولة منذ أكثر من 7 سنوات وبدعم ومباركة (أورو- أمريكية ) والمذهب الديني الكبير يصارع الدولة من أجل الكرسي والحكم والمذهب الديني الأخير يصارع الدولة وتصارعه الدولة تحت منظومة الإرهاب , والجانب الديني الرسمي للدولة مشغول في صراعات الدولة نفسها مع هذه الجهات , والدولة نفسها إما نائمة أو أن عليها ضغوط متتالية ودائمة أو أنها منشغلة تارة في حروبها وتارة أخرى في مشاكلها وتارات كثيرة في فسادها , وخلت الساحة الدينية تماما من الجهات الدعوية التصحيحية الدينية , وضعفت المناهج الدراسية , وتلاشت مراكز حفظ وتدريس القرآن لحد ما , وتغيرت الخطب المسجدية من جانبها التوعوي الترشيدي التصحيحي إلى جانبها السياسي ومهاجمه كل حزب وكل مذهب لأخيه ولدولته وغير ذلك فأصبحنا مشغولين في أنفسنا بعد أن كنا ندعو ونستمر في الدعاء بأن يشغل الله أعداءنا في أنفسهم أصابتنا دعوتنا وفي الصميم واستمرت رحى هذه المعضلة في الدوران وخلت الساحة اليمنية الدينية من كل شيء وأصبحت ممهدة جدا لعمليات التنصير والتبشير والتي وللأسف انتشرت مؤخرا في اليمن وبشكل لافت ولأن كل هذا بدأ بتخطيط ودراسات سابقة فلها أهداف واضحة وعليها نفقات مادية مهولة من الكنائس والجهات والمنظمات التبشيرية وأيضا من الدول المسيحية العظمى , فهذا حال ما أصبحنا فيه في بلاد الإيمان والحكمة , في بلاد قال عنها الرسول الكريم (إذا حلت بكم الفتن فعليكم باليمن ) ومدحها من لا ينطق عن الهوى في عدد من المناسبات ولعل أكبرها ربط الإيمان باليمن (الإيمان يماني ) , فيا ترى ما مسئولية كل فرد يمني منا في هذا الجانب , إن كان الحوثيين لهم رؤية ونظرة وهدف خاص متفق مع الدول العظمى في تسهيل كل جهه للآخر أهدافه بمعنى دعم أمريكا له مقابل دعمهم لهذه العمليات وهذا مما لا شك فية , وإن كان الإصلاحيون اليمنيون (ممثلة في حركة الأخوان منشغلين في دنياهم عن دينهم ) ولها أهداف سياسية فاقت الأهداف الدينية , وإن كان السلفيين ومن ينتمي منهم إلى القاعدة ومشاكلهم متمركزة مع الدولة دون غيرها , وإن كانت الدولة مضطربة ومشتته بين هذا وذاك وغير هذا وذاك , فما واجب المواطن اليمني القوي المتدين الشهم الوفي للدفاع عن الدين وعن الدولة , ماذا يفترض علية القيام به لمواجهه هذه المعضلات والأفكار والحركات والتنظيمات التبشيرية في اليمن , فلم يقتصر التبشير فقط على بنو بني الأصفر فهناك مبشرين من أصول وعروق عربية وأيضا يمنية , الواجب علينا الوقوف بقوة في وجه كل هذه الحركات وعدم الانجرار ورائها ووراء مبشريها ووراء أموالهم فالأموال ورغم غزارتها بأيديهم إلا أنها لا تساوي على الإطلاق قطرة ماء في جنة الإسلام ورحاب الإسلام وتعاليم الإسلام , ويجب عدم الانجرار وراء مبشريهم خاصة الجانب النسوي الأنثوي حيث أنهم مركزين وبشكل كبير على الجنس الناعم في هذه الحركات لما يعرفونه حول انجذاب الشباب والانجرار وراء كل ذي جسم وشكل جميل وفاتن دون تفكير أو وعي سليم , حيث وقد وجدت أكثر من موقع في الفيسبوك (الإنترنت ) أكثر من مسمى لفتاه وبشكل فاتن وصور مؤثرة يشتغلن في هذا الجانب وينشرن تعاليم المسيحية وبأسماء عربية إسلامية وبانتماءات يمنية وغير يمنية والمشكلة الأكبر أن هناك شباب كثير ينخرط ويندمج ضمن هذه الخارطة والسبب صورة جميلة ولسان عذب ويقابله عقل متحجر وعنوسة شبابية مفرطة وفراغ قاتل ومتنفس رائع لهم , فيا ترى هل هذه بداية انحسار الإسلام في الجزيرة العربية وبداية وصول الإسلام إلى أدنى درجاته وانحساره وتغريبه وكما قال الرسول صلى الله علية وآلة وصحبة وسلم ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً , وطوبى للغرباء ) , دعوة للجميع (سلفية – شافعية – زيديه ) وكل الشرائح اليمنية باختلاف أشكالهم وألوانهم بأن يتركوا خلافاتهم الدنيوية جانبا ويجتمعون على كلمة واحدة وتوجيهها نحو كل مستشرق ومستغرب ومبشر مضمونها لا مقام لكم بعد اليوم في أرضنا ولا مكان لتعاليمكم المحرفة في قلوب أبنائنا وأنفسنا فأخرجوا منها ملعونيين , فالدعوة إلى الله أهم وأجل من كرسي حكم أو قتل أخوك المسلم وغير ذلك , وسنعلم أي منقلب سننقلب))
Yusef_alhadree@hotmail.com
yalhadree@yahoo.com