;
يوسف الحاضري
يوسف الحاضري

التبشير بالنصرانية وأساليبه في اليمن (2) 1802

2010-11-01 01:48:44

وكما تحدثنا في مقال الأمس عن موضوع "بسط البساط" وتمهيد الطريق للمنظمات التبشيرية لتسهيل أمور المبشرين بالنصرانية في اليمن خاصة في الجانب الديني بعد أن أوصلت اليمن في جانبها الاقتصادي إلى ما يسمى اقتصادياً – تحت خط الفقر – فأصبح الإنسان يبحث عما يسد رمقه ورمق من يعول وأصبح يبحث عن قشة أمل يتعلق بها ليكسب هذا القوت مهما كانت هذه القشة وأينما كانت وكيفما كانت ومستعد لذلك التخلي عن أرضه والهجرة للخارج ومستعد لكل شئ ولكن بعيدا عن الحوار، عن التخلي، عن الدين والمعتقد، لأن الإنسان اليمني نشأ نشأة دينية سليمة قوية صلبة سواء كان في المنهج الحياتي اليومي ويمثله المسجد والمجتمع أو في المنهج التربوي ويمثله الكتاب المدرسي أو حتى في المنهج التاريخي ويمثله تاريخنا العريق المتين وحتى جانبه الإعلامي وغير ذلك من الجوانب التي تثبت الانتماء الديني العميق الذي يفوق أي انتماء آخر في هذه الدنيا وهذه ما أكدته التعاليم الإسلامية السمحاء بقولة تعالى {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24 فهذا تعليم رباني يوضح بأن الانتماء للدين قبل الانتماء للأسرة وللقبيلة وللدولة ومن هذا المنطلق أصبح لزاما على هذه المنظمات العمل أكثر وأكثر والاجتماع أكثر وأكثر لنزع هذه التعاليم تدريجياً من قلوبنا وعقولنا، لكي لا تنصدم بشدة عند ممارسة أعمالها ولكن وكما أسلفت في مقال الأمس بأن الدول العظمى (اقتصاديا ) مساهمة بشكل كبير في عملية التبشير بالنصرانية وبصورة مباشرة وذلك من خلال تذليل كل الصعاب للمنظمات والأفراد العاملة في هذا المجال وذلك من خلال فرض المنهاج المدرسي للدول العربية والإسلامية والتي تراه هي مناسباً لها في المستقبل البعيد، هذا ما وجدناه ولاحظناه , فهناك عدة أفكار ومناهج ودروس عقيدية فقهية توحيدية تلاشت من مناهجنا خاصة المناهج الابتدائية والتي تترسخ في فكر المسلم منذ نعومة أظافره وخاصة عندما تجد دولة وساساتها ضعفاء اقتصادياً وضعفاء فكرياً , فعندما تكون لقمة عيشك في يد غيرك فستتبعه بلا تردد ولا نقاش , ومن جانب آخر استغلت هذه المنظمات موضوع الإرهاب العالمي والتي أنشأته وزرعته الدول العظمى لإرهاب العالم ومن هذا المنطلق أصبحت كل دولة وساستها آذانهم صاغية لأبواب كراسيهم متى ستطرق عليهم لاتهامهم بالإرهاب حتى ولو لم يستبيحوا دم بعوضة ولكن هذه مواثيق وقرارات وضعت من قبلهم لتكتيفنا ولنتنازل عن معتقدات دينية كثيرة، تمهيداً وتسهيلاً للعمليات التبشيرية اللاحقة , ومن هنا تم تكتيف وتضعيف وتضييق الخناق على الدولة السياسية وحان الدور على المذاهب الإسلامية التي تمثل الشارع والإنسان اليمني والتي تحدثت عنها بنوع من التبسيط في مقال الأمس حيث أن المستشرقين والمنظمات المبشرة بالنصرانية وبعد دراسات مستفيضة وجدت علاقة وطيدة بين الزيدية والشيعة المرفوضة أصلاً وتفصيلا في بلاد الإيمان والحكمة وأيضاً علاقة وطيدة بين الزيدية والحكم السياسي الإمامي المتلاشي من أرض اليمن منذ ستينيات القرن الماضي ووجدت قلوبا وعقولا تبحث عن إعادة هذه الأمجاد السياسية الماضية ومنها كانت الانطلاقة الأولى للعناصر التبشيرية وبمساندة واضحة وفاضحة للدول العظمى كالولايات المتحدة وأوروبا، فكانت بداية الفتنة الحوثية وما صاحبها من مشاكل كبيرة في الأرض اليمنية والتي لا تخفى على أحد وليس المجال للحديث عنها في هذا الموضوع ولكن سنربط علاقتها بالعملية التبشيرية في اليمن , فوجود فتنة مثل هذه الفتنة لها طابع ديني مرتكز على أساس سياسي في أرض ينتمي أكثر من نصفه لهذا المذهب الإسلامي وله تاريخ سياسي فوجدت هذه المنظمات ومن خلفها الدول العظمى بأنها البداية وبالفعل كانت البداية، فالفتنة مستمرة منذ أكثر من 7 سنوات وحروبها دارت لأكثر من 6 حروب ومازالت الشرارة منبثقة وستستمر وتشتعل فتيلها مرارا وتكرارا لأن الفتنة الحوثية المخزية لم تكن وليدة الصدفة أو الإختلالات السياسية في اليمن ولكنها فتنة مدروسة ومزروعة عالميا وما زرع بيد قوية لا ينتشل إلا بيد أقوى وهذا ما لاحظناه وكلما اقتربت الدولة من إنهاء وإخماد الفتنة تأتي الضغوط العالمية لوقف الحرب على المرتدين لكي لا تُستأصل هذه الشرذمة قبل أن تحقق هذه المنظمات أهدافها ورؤيتها وأيضاً نلاحظ بأن هذه الدول رفضت رفضاً قاطعاً إدراج هذه الفتنة وساساتها ضمن الحركات الإرهابية رغم أنهم أساس الإرهاب في اليمن مثلها مثل إسرائيل فلن نجد يوما إدانة الحوثيين كما لم نجد يوما إدانة الكيان الصهيوني فكلاهما مزروعان بأيدٍ أمريكية أوروبية الهدف منها أو جزء من أهدافها تسهيل عمليات التبشير في الأرض اليمنية بل أن الأمر طال لأكثر من هذا فقد فتحت دول أوروبا أحضانها لرؤوس هذه الفتنة والدخول إلى أراضيها وفتح مكاتب لها هناك والتمتع بهوائها والأكل من طعامها رغم أن شعار الحوثي الزائف ( الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ) فأي غباء عقل يصدق هذه التفاهات الحوثية والتي تقول الموت لعدوك وعدوك يطعمك ويشربك بيديه، بل يغطيك من برد الشتاء ويكيفك من حرارة الصيف كالأم الحنون , فتهيج نار الفتنة الحوثية في شمال الشمال اليمني جعلت الدولة اليمنية الاقتصادية أكثر فقراً والأمنية أكثر رعباً وترهيباً للإنسان اليمني والاجتماعية أكثر تشرداً وتهجيراً وتغريباً فنصبت الخيام للاجئين وجاعت البطون للمتضررين هنا وهناك وتشردوا هنا وهناك ومنها بدأت الحركات التبشيرية في العمل خاصة في غياب ملحوظ للدولة والرقابة عليها , فبعد أن أصبحت الدولة لا تثق على الإطلاق بالجهات الدينية في عمليات الإغاثة والتعليم والمحافظة على الإنسان اليمني المتضرر في هذه المناطق وبعد أن أصبح مذهب الزيدية مندرج ضمن المذاهب التي يجب أن يكون عليها تشديدا أكثر (كعامل احترازي متأخر ) وبعد أن وجدت عدد من المنظمات العالمية تدعي عملية الإغاثة ودعم اللاجئين هنا وهناك ومن ضمن هؤلاء العاملين في المنظمات تتواجد بنسب محددة من المبشرين بالمسيحية في هذه البقعة حتى وإن لم تعمل في الفترة الراهنة بل تتخذها فرصة لدراسة الوضع عن قرب وتضرب ضربتها كلما رأت الزمان والمكان ملائمين ,وقد وصلتني من وقت لآخر نشاط منظمات تبشيرية تدريسية وذلك باعتمادهم على المادة وعلى المال وتوابعه ومنهم من يتم تهجيرهم لأمريكا وأوروبا خاصة من كان ذا عقل متفتح وذكاء سيتم الاستفادة منه في هذا المجال مستقبلا , فهذه الأهداف الخفية الرهيبة من الفتنة الحوثية فشعارهم الظاهر للعيان ( الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل ) والهدف الخفي لمن زرعهم ( النصرانية في اليمن مستقبل للمسيحية في المنطقة ) والشعار العام للدولة ( النوم في العسل ) وسنتكلم إن شاء الله في مقال الغد إن شاء الله وفي الجزء الأخير لهذه المأساة التبشيرية في اليمن عن الجانبين الأخيرين للعملية الدينية في اليمن ( الشافعية والسلفية ) ودورها في هذا المجال والله من وراء القصد

Yusef_alhadree@hotmail.com

yalhadree@yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد