أصبحت في الآونة الأخيرة أفكر ملياً بالاعتذار عن الكتابة، فكل مرة أقرر أن أكتب فيها أتوقف لحظات واسأل نفسي لماذا أكتب؟!!
لماذا أكتب والكتابة لم تغير شيئاً؟! لماذا أكتب والمقال هو مجرد محاولة إشعال عود كبريت في ظلام حالك لا يدوم طويلاً فسرعان ما ينطفئ ليسود الظلام من جديد!!!
لماذا أكتب والكتابة لم تحرك عصفوراً على شجرة والمطلوب منها تحريك جبالاً من الهموم والمآسي والآلام؟!!.
فالكتابة بالنسبة لي أصبحت نزف دم على ورق وانكساراً لأني لا أجد من يسمع أو حتى يستجيب ولا أرى تغيراً ولو طفيفاً على أرض الواقع، فعندما أمسك قلمي لأكتب كلماتي لا أكتبها على سبيل الراحة أو الرفاهية أو حتى البحث عن شهرة، فأنا أكتبها لتسمع وتحدث تغيراً في واقعنا المعاش والمزري والمهين!!.
ومع ذلك ولأني أحب الكلمة وأحب الكتابة وأحب ساعات انتظار الكلمات والحروف، ولأن من يملك الحروف يملك ثروة ومن يملك قارئاً يملك الدنيا وما فيها، أعود للكتابة.
قد تستغرب عزيزي من البداية التي بدأتها ولك كل الحق، فالأوضاع في بلادنا تجعلني متذبذبة في أفكاري، فالكل يعلم أني دائماً أطالب بتغيير الأوضاع في بلدي لأن حالها من سيء إلى أسوأ.
وهذا الأمر نحلم ليل نهار به وننتظر حتى نرى هذا الحلم يتحقق، وبحسب علمي فإن من أراد أن ينجح أي عمل أو مشروع لا بد من أن يبذل كل ما في وسعه من أجل إنجاحه وانتشال اليمن من الركود والفساد.. فهل هذا الحلم يصعب تطبيقه؟!! فمثلاً محافظة عدن هل حاولت العمل على إلغاء الضرائب والجمارك؟! هل عملت جاهدة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الانفلات الأمني بدلاً من مطالبة مدير الأمن بالاستقالة!! وهل تم استثمار إيرادات المحافظة على نحو يخدم محافظة عدن وأبنائها، بدلاً من المطالبة بالاستغناء عن 39 مليار ريال معتبراً إياه بالمبلغ البسيط!!!.
أعتقد أنه إذا ما عمل الجميع من أجل مصلحة الوطن والمواطنين وكرس الكل جهودهم من أجل إنعاش الاقتصاد وفتح باب الاستثمار في اليمن لن يستعصي عليهم ذلك، ولكن يبدو أن كلاً في فلكه يسبح!!!.
وآخراً وليس بأخير اليمن لا تحتاج إلا لأبناء يحبونها ويريدون لها الخير.. فهل هذا كثير عليها؟!.
??