ودعنا عام 2009م دون أن نستفيد من دروسه وعبره وها هو عام 2010م يشارف على الإنتهاء وبدلاً من الاستفادة من كل أخطأء العام الماضي نجد أننا نقترب من الهاوية.
فإن مؤشرات الفقر والبطالة في ارتفاع متزايد بالنسبة للفقر مازال نصف سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر ولازال 47% من سكان اليمن يعيشون بأقل من دولارين في اليوم فيما 18% يعيشون باقل من دولار أما البقية من سكان اليمن فيعيشون فقراً غذائياً مدقعاً وفقاً للمعايير الدولية.
أما البطالة فلا زالت أحد التحديات الكبرى التي تواجه اليمن لآثارها الاجتماعية والأقتصادية ومع علم الجميع أن مخرجات الجامعات والكليات لا تتوافق مع متطلبات وفرص العمل المتاحة سواء على المستوى الحكومي أم الخاص إلا أن الخريجين في تزايد ولا أريد أن أذكر الجميع بأن حتى العاملين في المؤسسات والدوائر الحكومية منهم من تم الاستغناء عنهم نهائياً ومنهم يتسلم راتبه بعد مشقة وتعب. وقد أخبرني أحد القراء وهو يعمل في مؤسسة البناء سابقاً، بأن المؤسسة كانت من أنجح المؤسسات وكانت ذات دخل عال وكانت أموالها ممتازة، وفجأة ودون مقدمات أو سابق إنذار أصبحت مؤسسة عاجزة غير قادرة على تسير عملها وبالتالي تم إبقانا في المنازل وفي كل يوم يمر نشعر بأننا نفقد رغبتنا في الحياة لأننا نعلم جيداً أن مؤسستنا تم إيقافها لأنها كانت منافساً قوياً وشديداً للقطاع الخاص.
وأخبرني شخص آخر يعمل أو كان يعمل في مطاحن الغلال التابعة للدولة ,أيضاً كان العمل يسير بوتيرة عالية وفجأة توقف العمل وبالتالي أصبح العاملون بدون عمل وأيضاً لا يعلمون لماذا توقف العمل علماً بأن هناك مطاحن للقطاع الخاص تعمل وبشكل ممتاز وبوتيرة عالية.
لسنا ضد القطاع الخاص إطلاقاً ولكن نسأل لماذا تم إغلاق المؤسسات العامة وما المشكلة أو السبب الرئيسي وراء الإغلاق؟!!
إذا كان من أجل القطاع الخاص فمن وجة نظري فهذا خطأ فادح أرتكب بحق العمال والموظفين فإبقاء مؤسسات القطاع العام تعمل كان سيخلق نوعاً من التنافس من حيث الجودة والأسعار أيضاً وهذا الأمر كان سيخدم المواطنين أولاً وأخيراً وبالعودة إلى بداية المقال كنا نحلم في 2009م أن تنتهي الأزمات والمحن التي مرت بها اليمن واليوم ومع الاقتراب من الأشهر الأخيرة للسنة يبدو أن العام 2010م سينتهي دون أن يتم إبعاد الشبح الذي يهددنا "حرب صعدة" ودون أن تحل الأزمة الحقيقية لأبناء محافظة عدن، ويبدو لي أن كل المشاريع التنموية سيتم ترحيلها إلى العام 2011م "هذا إذا كان هناك أساساً مشاريع تنموية".
والأهم من ذلك أن العام 2011م، سيحل علينا في ظل سيادة الحكومة السابقة فكان الله في عون الجميع!!!