رمزي عبداللطيف
الكهرباء في بلدنا الغالي مشكلة كبيرة جداً قد لا تكفي مجلدات لذكر هذه المشكلة، حيث أن لوجود الكهرباء في بلادنا أضراراً ومساوئ أكثر من كونها منفعة للشعب والمواطن الكادح باستثناء المسؤولين والمشائخ وفي ظل هذه المعضلة يشكو المواطنون في شتى المحافظات اليمنية من الانطفاءات المتكررة التي تسعى الحكومة لخلق مبررات كاذبة لإقناع المواطن المسكين بأسباب ومشاكل الانطفاءات ولكن إلى متى فحبل الكذب قصير.. وبينما يشكو الشعب من الانطفاءات المتعمدة المتكررة للكهرباء خاصة في فصل الصيف "فصل الحر الشديد في هذا العام" وفجأة تقرر الحكومة الرشيدة حل هذه المعضلة المستعصية على حد قولها وذلك رحمة وإشفاق على الشعب الجائع من لهيب الأسعار فتصدر قراراً برفع تعرفة الكهرباء متجاهلة بهذا القرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية التي تعايشها البلاد جراء السياسات الفاشلة التي تنتهجها الحكومة في إدارتها للبلاد وانعكاساً على أبناء الشعب المغلوب على أمره، وكأنهم كمن "يدواي الداء بالداء عوضاً عن الدواء".
فكيف تهدف الحكومة بقرار تعسفي كهذا للمعالجة الأوضاع؟ فمسكين المواطن بين لهيب الجرع القاتلة ونيران الفساد الذي يكتسح البلاد وشرارة الحر الذي تشتد كل يوم عن قبله وظلمة الليالي المعتادة على الانطفاءات المتكررة للكهرباء.
إلى متى يا حكومة السلب والنهب؟ وكيف سيكون حال المواطن الضبحان وإلى متى سننجر وراء رغبات المسؤولين الكبار وأطماع المتخاذلين والوحوش المفترسة والعملاء؟ ومن هو الضحية؟.. أليس الضحية هو ابن اليمن؟.. أليس من حقه العيش مثل غيره من البشر في الدول الأخرى؟.. أم أنه خلق فقط لكي يخرج ما في الجيب.. لأصحاب المناصب والأموال والسيارات الجيب؟.. هل صار مقدر لهذا المواطن المظلوم والمضهد أن يظل يعيش تحت رحمة أصحاب النفوذ والسلطة وفي دائرة شهوات ورغبات المستفيدين من الشلة الحاكمة؟
نحن لا نعلم إلى أي هاوية يسير بلدنا الذي تحركه الأيدي المنحطة والملطخة بعرق وتعب المواطن المظلوم؟ فهذه الأيادي المثقوبة تسعى فقط إلى إغراق البلد في بحر من الدماء، ومحاولة تفجير الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن..
فإلى متى يا حكومة الكهرباء؟... ومن المستفيد من رفع تعرفة الكهرباء؟؟؟
