الاهتمام بالآخرين دلالة تعكس الحس الإنساني الراقي لدى الفرد، وهذا الاهتمام يأخذ أشكالاً عدة لكنه في نهاية المطاف شعور غاية في السمو يجمع الناس ويقرب بينهم.
هذا الحال ينطبق على المجتمعات أيضاً، فالشعوب المتقدمة هي التي تهتم بالشرائح الأخرى في المجتمع ويمثل الإنسان لها قضية رئيسية وتتعاطف معه بغض النظر عن جنسه أو دينه، ونرى في بعض الدول أن حجم الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بالإنسان كبير ومتشعب، بل ويشكل ضلعاً أساسياً في تركيبة المجتمع والدولة ومعظم هذه الجمعيات غير ربحية، إذ أن العاملين أو الذين يتبنون مثل هذه المشاريع ينظرون إليها كواجب عليهم نحو خدمة المجتمع.
أن الاهتمام بالشرائح الأقل حظاً هو تجسيد في التكافل الإنسان وركيزة أساسية لإنشاء مجتمع متماسك وتحتاج ذهنية العمل الخيري أن تتطور المجتمعات العربية لأن العمل الخيري في المجتمعات العربية محصور بمفهوم الصدقة أو الزكاة، ودائماً ما تكون محصورة في شهر واحد وهو شهر رمضان المبارك.
وبما أننا الآن في بداية الشهر الفضيل سوف نجد أن الكل سيقوم بالظهور وسيولي اهتمام بالشرائح الأقل حظاً في المجتمع "وهذا كرم منهم" ولا نستطيع أن نقول شيئاً، ولكننا كنا نأمل ونتمنى أن تكون لدينا جمعيات ومؤسسات يشارك فيها الكل وتكون هذه الجمعيات والمؤسسات تعمل من أجل مساعدة الفئات أو الشرائح الذين يحتاجون إلى مساعدة سواءً مادياً أو اجتماعياً.
فهناك الكثير من الأسر والظروف الإنسانية الصعبة والتي تحتاج إلى عمل منظم لا كشف عن هذه الظروف والوصول إليها ومساعدتها.
فنحن نجدها هنا فرصة في هذا الشهر الفضيل والمبارك أن ندعوا أصحاب الخير والأيادي البيضاء المساهمة بأي صورة ممكنة لدعم من هم بحاجة إلى مساعدة.
لأن التكافل الحقيقي هو الذي يجعلنا نلمس مشاكل الناس ونعمل من أجلهم فالتعاطف وحده لا يكفي، فكما يقال: خير لنا أن نضيء شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام.<