إذا ضغطت المرأة على أنفاس زوجها وحاصرته بأسئلتها وحسبت عليه خطواته ورصدت تحركاته، فإنها لن تطمئن ولن يهدأ لها بال، فقد يكسر حصارها ويفلت متحججاً بأنه لم يقم بذلك إلا لأنها "خنقته".
ومن ناحية أخرى إذا أرخت له الحبل على الآخر ليسرح ويمرح من دون سؤال أو حساب، مانحة إياه مطلق الحرية ليتصرف كما يشاء فإن خطر "الحرية" سيكون أكبر: فما العمل؟
كيف يجب أن تتصرف المرأة في مسألة هامش الحرية الممنوح للزوج؟ وكيف توسع هذا الهامش وتضيقه بحسب طبيعة الزوج وطبيعة الظرف وطبيعة العلاقة الزوجية نفسها؟
في مسألة الحرية كهامش يختلف الزوج والزوجة في الغالب في تقدير مساحته حيث أنه من واجب الزوجة منح الحرية للزوج على اعتبار أن الحياة الزوجية مبنية على التفاهم والمصارحة بين الشريكين، وطالما أن الطرفين متفقين منذ البداية على المصارحة فما من سبب لعدم ثقة الزوجة بزوجها.
ومن جهة أخرى يجب الحذر في حالات معينة، فالزوج المثير للشكوك لا بد من متابعته والوقوف عند سلوكياته الغامضة شرط ألا يشعر أنه مراقب، وإذا كان الزوج ينزعج من كثرة الأسئلة، وهذا حال معظم الرجال فلا بأس بغض النظر عن الأمور التافهة التي لا تستحق التوقف عندها؛ لأن التدخل في كل صغيرة وكبيرة يضايق الزوج ويزيد من تمرده.
أما الرجال المخلصون فهم يستحقون الثقة ومن الظلم ملاحقتهم بالسؤال عن أدق التفاصيل لأن الشكوك الواهمة تجعلهم عصبيين.
من المفيد مجاراة الزوج ومشاركته هواياته ولكن بذكاء ومن دون أن يبدوا الأمر وكأنه تشجيع له على الخطأ، فالمرأة الذكية يجب أن تعرف متى ترخي الحبل ومتى تشده ومتى تغض البصر ومتى توحي لزوجها بأنها غير راضية عن تصرفاته.
