هل تبدلت طبيعة البشر، أم أن أحوال الدنيا هي التي تغيرت؟
هل ماتت الرحمة وانتحرت العاطفة ووئدت المودة وتحول الإنسان إلى كائن عدائي يسيَّره الحقد وتحرك الكراهية أفعاله وأخطاءه؟
هل عدنا إلى عصر الغابة حيث البقاء للأقوى حيث يفترس القادر منا العاجز والضعيف؟
وإلى أين يسير بنو البشر بالكرة الأرضية وبسرعة مذهلة تعزز توقعات المتوقعين القائلة إننا مع كوكبنا نقترب كثيراً من يوم القيامة؟
أرجو ألاًّ أُتهّم وأنا اطرح هذه التساؤلات بالتشاؤم والخوف والجبن..الخ الاتهامات، فأنا معروفة بالتفاؤل لأني في أصلك أيام الغيوم أرى نور الشمس والواقع أن ما يدفعني إلى طرح هذه التساؤلات هو كميات الأخبار الهائلة المتراكمة التي تطالعنا بها مختلف أنواع وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة في كل ساعة وفي كل لحظة من لحظات الليل والنهار.
ومبعث القلق والخوف على الحاضر والمستقبل هو نوعية هذا الأخبار، يصعب علينا إعادة أو تكرار كل ما ينشر ويذاع من هذه الأخبار في هذا الحيز المحدود لهذه الصفحة، خصوصاً أن الفضائيات والإذاعات والصحف باتت منتشرة في كل زاوية وركن من أركان العالم، وصار ساكن الجبال والأودية والجزر والبراري والقفار يعرف دقائق الأحداث التي تعصف بهذا الكوكب من دون أن يسمع المتلقى كلمة واحدة تدعو إلى تحكيم العقل والمنطق في مجال اتخاذ القرار وتغليب الرحمة والمودة والحوار في التعامل مع أبناء البشر وعلاقاتهم ببعضهم البعض.
ولعل الأخطر في هذا المجال هو اللغة المتعصبة المتطرفة التي يتعامل بها الغرب هذه الأيام مع أبناء الدول المسلمة، فالمسلم بات في نظر الغربيين مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن أي حادث يقع ولو على بعد عشرات الآلاف من الأميال من بلده، وصار العرب والمسلمين متهمين، وصار من الممكن بعد صدور القوانين الجديدة التي شنت بعد أحداث 11 سبتمبر، اعتقال أي مسلم وسجنه من دون محاكمة أو توجيه اتهام إليه، لأي مدة تختارها السلطات التي تعتقله لمجرد انتمائه إلى الإسلام حتى لو كان من مواليد هذه الدولة الغربية أو تلك، وفي الأخير ليس بأيدينا إلا أن ندعو إلى الله أن يبعد هذا الكأس المُرّ عنا نحن المسلمين!!<