تسيطر على الإنسان عدة مشاعر وانفعالات، وهذه الانفعالات لا بد وأن لها أسباباً جعلتها تتحكم في سلوكه بصفة عامة.
فأحياناً ونتيجة لظروف معينة تنتاب الإنسان بعض المشاعر والانفعالات كالغضب والقلق والخجل والخوف والحزن في الانعزال عن الآخرين... إلخ، وقد تستمر هذه الانفعالات فترة قصيرة وتزول سريعاً بزوال الظروف التي أدت إلى سوء التكيُّف، فهو إن يستمر خضوع المخ والجسد للانفعال فترة طويلة على الرغم من تغير الظروف.
في هذه الحالة أي في حالة سيطرة الانفعال على الإنسان بعد انتهاء الحدث الذي عمل على اطلاقه يكون هذا الإنسان قد دخل مرحلة سوء التكيُّف مع الواقع، وينعكس كل ذلك على الحالة المزاجية للإنسان، فتجده قلقاً أو عصبياً حزيناً باستمرار أو متشككاً في كل من حوله، أو متوتراً باستمرار، أو فاقداً للثقة بنفسه عندها يكون في حاجة إلى مساعدة خاصة إذا أدت حالته الانفعالية والمزاجية إلى التأثير سلباً في حياته الخاصة والاجتماعية والعملية.
وقد تكون المساعدة ذاتية، أي نابعة من الشخص نفسه، كأن يدرك الخلل التكيُّفي الذي أصابه ويحاول أن يفكر في الأمر جدياً ويستوعب ما حدث له، ويراقب نفسه ومشاعره وطريقة تفكيره الذي يؤدي به إلى ظهور هذه المشاعر السلبية لديه.
وبالتالي يبذل كل جعدة لأن يغير من كل ذلك إلى تفكير إيجابي ومنطقي وواقعي.
وإذا كان الإنسان غير قادر على اتخاذ أي مبادرة ذاتية لتغيير حالته المزاجية فإن عليه عندئذٍ طلب مساعدة خارجية أي مساعدة إنسان مختص يقوم بتوجيهه إلى الطريق القويم؛ لأنه لا يجوز أن يترك الإنسان نفسه فريسة لكل تلك المشاعر السلبية التي قد تفقده حياته، فالحياة جميلة تستحق أن نبذل بعض الجهد لنرى جمالها، ولكن عليك أن تتذكر شيئاً واحداً لكي ترى الوجود جميلاً يجب أن تجد السلام والجمال في داخلك، وحتماً ذلك سوف ينعكس بصورة إيجابية على كل مسار حياتك.