لأول مرة في حياتي أسترق السمع مع أنه مش طبيعي ولا تربيتي أن استمع إلى حديث الآخرين، ولأن الموضوع أثار اهتمامي فحاولت أقترب أكثر لاستمع إلى حديث الصديقتين والأولى تحكي للثانية عن مدى اهتمامها بالشاب الذي تحبه وحالها مشغول به ونسيت أنها في السنوات الأخيرة في الدراسة الجامعية، أن مستقبلها أهم من أي إنسان سواء كان ذكراً أم أنثى، وأن يلاقي هذا الاهتمام منها، و استمريت في الاستماع وهي تتكلم بفرحة وحب تقول يا ريت لو شفتيه شخصية جذابة تصوري دعيت إلى رب العالمين عشان يبقى ويظل لي أغلى حبيب أنا تائهة أنا من غيره لا شيء وما أريد شيء ومش عارفة أيش اللي جرى لي وحياتي كلها تغيرت رغم أن حياتي غالية عندي ليس حياتي ترخص له وما يغلى عليه شيء، ضحكت بصوت مخفي قلت مسكينة العاشقة المراهقة هي تفتكر أن الحياة كلها حب ونسيت أن الدنيا كفاح، وأن العلم هو سلاح المرأة، خاصة في هذه الظروف وهذا الزمن، بس ما قدرت أتكلم وأتدخل في حديثهما وعملت حالي بعيد مش وآخذة بالي على حد، بس بصراحة اتجاه أدناي ما زالت متجهة نحو كلامهم، وتواصل الحديث لصديقتها وتقولها أن اليوم الذي يغيب فيه عنها ما تشوفه تزعل وتشتاق له حتى تكون معه، وحتى لو فكر يتركها تشعر أن روحها بتخرج منها، نظرت إليها من بعيد وحاولت أتكلم معها لأعطيها نصيحة أخت لأختها لا قول لها يا أختي ما فيش حب في هذا الزمن وزمن الرجال المخلصين أنعدم، أي رجل يشوف المرأة تجري وراءه ما يفكر فيها أبداً، ويضحك عليك ويضيع مستقبلك خليك في همك دراستك ومستقبلك وأسرتك هما رصيدك، ولا تنسي ذكر الله فإنه يعينك كثيراً لتتخلصي من هذه الأوهام الكاذبة وانتبهي كلام الناس كثير لا يرحمون أحداً ولا يسببون حداً، فاحذري وأنا مش ضد الحب بالعكس الحب أجمل ما في الوجود، بس الحب أنواع ويختلف ويصعب تقييمه من شخص لآخر في حب الله، وحب الأسرة وحب الزوج وحب الأصدقاء، لكن حب ما قبل الزواج هذه كذبة كبيرة أو أكبر كذبة في العالم كله الذي يبدأ بالحب ينتهي بالكره والذي يبدأ بالاحترام المتبادل والتقدير ينتهي بالحب والرعاية وحسن العشرة صدقيني أنا أقول لك من تجربة الحب الصادق هو الذي يأتي من الباب الشرعي كما نقول من حبك جاء إلى طريق بيتك واللي يحب ما يسيء أبداً لحبيبته وبالعكس يحافظ عليها ويخاف عليها من كلام الناس ومن القيل والقال الدنيا كبيرة والحياة قصيرة خلينا نعيشها صح عشان نقدر نستمتع بحلاوتها وحلاوة الدنيا مش بحلاوتها بالعكس بمرها وملوحتها شوفي نفسك تقدري تأكلي طعام من غير ملح طبعاً لا ، تذوقي طعمه غريب ما فيش فيه طعم، لذلك ثابري واجتهدي وادرسي واقرأي كتباً في كل المجالات فربما تتسع معلوماتك وتعرفي أنك في وهم كبير وخيال أكبر اسمه حب.