كنت أتفرج على فيلم قديم في إحدى القنوات وأضحك بالصوت المليان ،لأن مشاهدة الأفلام العربية القديمة هي متعة لا يدرك قيمتها إلا من ابتلي بمشاهدة الأفلام الجديدة .
الفيلم الذي أعجبني كان من أداء الفنان الكبير يوسف وهبي والفنانة القديرة ماري منيب تلك الفنانة التي تطلق الشتائم مثل رشاش سريع الطلقات ،فكان يوسف وهبي في الفيلم يعمل لزوجته ألف حساب وكان يتبع أسلوب شديد الذكاء إذ يقوم بتدليل زوجته ونجده يقول لها "يا روحي ويا حبيبتي ...يا نور عيني "وعندما يغادرها يقوم بارتكاب كل المعاصي والخيانات ونجده عندما ينصح الشاب في الفيلم طبعاً لا يقول له إياك أن تغضب زوجتك مهما حصل، سايرها في الكلام والرغبات واجعل منها ملكة بالعبارات المعسولة وبعد ذلك اخرج من البيت وغازل من تريد وافعل ما شئت .
إن الممثل يوسف وهبي نموذج قد انقرض من الكرة الأرضية ولكن ما جعلني اكتب حول هذا الفيلم هو أن زوجات اليوم يملكن مجسات وأدوات تجسس وهواتف تقتفي اثر الأزواج و لو ذهب إلى المريخ ،إنهن لا يفقدن العقل أمام العبارات المنمقة ولا المشاعر المفبركة ،وان الرجل ما إن يقف أمام زوجته ،فان نظراتها تخترق ثيابه وجلده وعظامه وتذهب إلى العقل مباشرة لكي تقرأ وتكشف أكاذيبه "إذا كان يكذب والويل ثم الويل إذا اكتشفت ذلك.
صحيح نحن وأنا بالذات أحب الفنان يوسف وهبي ولكن حكمة هذا العصر في التعامل مع النساء تقوم على عبارة صغيرة من ثلاث كلمات "النجاة في الصدق".
وهل حاولت مرة أن تكذب على زوجتك ؟أكيد حاولت ولكن هل محاولتك كانت ناجحة ؟اعتقد لا لأني اعلم أن بنات اليوم أقوى من الأكاذيب.
وعلى العموم أنا اعتقد أن الكذب علامة من علامات الجبن وان الجبان وحده هو الذي يخاف من الإدلاء بالحقيقة حتى لو كانت في غير مصلحته وعليه أن يتحمل تبعات ذلك.
في الأخير قل الصدق تنجو .