عبد الوارث النجري
هذه الأيام تعيش القيادات المؤتمرية العليا والدنيا حالة من الهستريا المصاحبة لهذيان ناتج عن حمى لا تختلف عن حمى الوادي المتصدع وذلك جراء القرار الذي خرج به مجلس الدفاع الوطني في اجتماعه الأخير، هذه الحالة التي تمر بها خيول الحزب الحاكم أشبه بتلك الحالة التي كانت تمر بها أثناء إعلان فخامة رئيس الجمهورية عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية التي أجريت في سبتمبر 2006م، وإن اختلفت الظروف والمسببات، إلا أن الحالة هي نفسها، فتلك الأصوات التي خرجت إلى الشوارع والأماكن العامة وهي تحاول أن تظهر ثبوت الولاء والإخلاص لفخامة رئيس الجمهورية وحبها المطلق لشخصية الرئيس في الوقت الذي هي أول من يسيء لرئيس الجمهورية وللحزب الحاكم وللوطن بشكل عام من خلال فسادها المزكم للأنوف في معظم المؤسسات والمرافق الحكومية، لكنها سعت بتلك الأساليب للظهور أمام الرئيس بالعناصر المخلصة والوفية التي تبادله الوفاء بالوفاء، مع أن عامة الشعب اليمني كان لديهم إجماع كامل على ضرورة عدول الرئيس عن قراره والترشح لمنصب الرئيس كون المرحلة تتطلب ذلك إلى جانب ما يتمتع به من حنكة وقدرة على قيادة الدولة والسير بعجلة التنمية دون غيره من المرشحين الذين نافسوه وظهروا على الساحة، هذا إلى ما يتمتع به الأخ الرئيس من خبرة ومنجزات تنموية وتاريخية تحققت في عهده ويشهد له بها أعدائه قبل أصدقائه ومحبيه والمزايدين من خيول المؤتمر، الأمر الذي دفع الأخ الرئيس حينها لتوجيه رسالة إلى تلك العناصر المزايدة في المؤتمر الاستثنائي الذي عقد بالعاصمة صنعاء، حين قال لهم: كفى مزايدة باسم علي عبدالله صالح والوطن، فالرئيس ليس مظلة للفاسدين وأصحاب المصالح الشخصية البحتة على حساب المؤتمر والوطن وأبنائه، واليوم هاهي تلك العناصر المتمصلحة تمارس نفس الأسلوب والطريقة، ولكن مع من؟، مع المحافظين، فمجموعة من تلك العناصر تقوم بجمع التوقيعات والتزكيات الخطية والمسبقة من قبل أعضاء المجالس المحلية في المحافظات ومجموعة أخرى تقوم بجمع التوقيعات والتزكيات والمناشدات في الجمعيات الخيرية "مؤتمرية وإصلاحية وناصريه وغيرها"، ومن الاتحادات والجمعيات النسوية والزراعية.. إلخ، بهدف إبقاء المحافظين الحاليين في المحافظات باسم استمرار التنمية والكفاءة ووفقاً لرغبات المجالس المحلية والجماهير وهكذا، والمتتبع للأحداث اليوم يجد أن تلك العناصر التي تقوم بتلك الممارسات هي بالفعل المستفيد الوحيد من بقاء المحافظين الحاليين لا المحافظات وأبنائها والتنمية، بل تلك العناصر بلا شك هي السبب الرئيسي وراء قضايا الفساد والمخالفات التي شهدتها فروع المكاتب التنفيذية خلال الخمس السنوات السابقة وكشفتها تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وفروعه في المحافظات، ومع احترامي لكافة الشرفاء من قيادات وكوادر الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، حزب الوسطية والاعتدال، إلا أن هناك عناصراً للأسف محسوبة على هذا التنظيم في الوقت الذي هي بممارساتها تلك تسيء إليه، إلى قيادته وإلى كافة قواعده الشعبية ومنتسبيه، تلك العناصر للأسف تم استقطابها في السنوات الأخيرة من أحزاب وتنظيمات أخرى، وللأسف كانت هناك مقايضات بأن تتخلى عن تلك الأحزاب التي كانت فيها وتنظم إلى الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام مقابل إما مواقع قيادية عليا في المؤتمر أو مناصب وظيفية رفيعة في الوزارات والمؤسسات الحكومية، مع أنها لا تزال تؤمن بعقلية الأحزاب والتنظيمات التي غادرتها وتعمل بها، هذه العناصر اليوم تسعى إلى عرقلة العملية الديمقراطية التي انفرد بها المؤتمر في انتخاب المحافظين من خلال تلك الممارسات كونها تشعر بأن تغيير المحافظ فلان أو علان سيفقدها الكثير من مصالحها الشخصية التي ظلت تبنيها خلال السنوات الماضية، وهي تسعى بتلك الممارسات للظهور أمام المحافظين الحاليين بالعناصر الوفية والمخلصة في الوقت الذي لا تدرك فيه أنها من خلال تلك الممارسات تسيء إلى تلك الشخصيات من المحافظين.