كتب/عبدالفتاح البتول
محمد محمد المقالح على المستوى الشخصي صديق فاضل وزميل عزيز وليس بيني وبينه إلا كل المودة والاحترام، وعلى المستوى الفكري نختلف في قضايا كثيرة ومسائل عديدة مع مراعاة ان هذا الاختلاف لا يغير للود قضية، ومن هذا المنطلق اعتب على صديقي وزميلي محمد المقالح بعض الشطحات المذهبية والتقلبات الحزبية، وقد وقفت الخميس الماضي على المقال الذي نشره في الصفحة الاخيرة لصحيفة «الثوري» جريدة الحزب الاشتراكي اليمني بعنوان «حرب البسوس الثانية» وفي هذا المقال شعرت ان محمد المقالح يمر هذه الفترة بحالة من الارباك الفكري والقلق الطائفي إلى درجة انه يحمل الفضائيات العربية وضيوفها ممارسة الشحن الطائفي والمذهبي، ليس هذا فحسب بل يذهب- المقالح- إلى اتهام ضيوف هذه القنوات الذين وصفهم بالمفكرين- الزعران- اتهمهم باثارة الكراهية والحرب المذهبية بين الشيعة والسنة في العراق والمنطقة العربية عموماً !!.
هكذا يقع- الكاتب والمحلل السياسي الاستاذ محمد المقالح في السطحية والنظرة الجزئية والرؤية المذهبية، فهو في سبيل الدفاع عن ايران وشيعة العراق يترك القتل الطائفي الذي يحدث بصورة مستمرة ويومية ومن خلال ميليشيات عسكرية وتيارات مسلحة معروفة ومعلومة الانتماء الطائفي والتمويل المالي والدعم السياسي، كل ما تقوم به ايران في العراق وما تقوم به الميليشيات لم يحرك للمقالح ساكناً، وكل هذه واثر في وجدانه بعض المفكرين والمثقفين الذين يتحدثون في الفضائيات وينتقدون التدخل الايراني في العراق ويستنكرون القتل الطائفي في بغداد، هؤلاء -الزعران- حسب تعبير محمد الحكيم «المقالح»- هم وراء الحرب الطائفية والكراهية المذهبية لانهم يقولون بضرورة مواجهة الخطر الفارسي الشيعي، وهذا -القول- حسب-المقالح- تغييب للعقل العربي وعبث بالذاكرة العربية، والقائلون به بدون وعي حيث ينخرطون في حروب فضائيتي «الجزيرة» و«العربية» !!.
مقال الاخ محمد يبدو مضحكاً وغريباً ولكنه هو نفس اللامنطق واللامعقول الذي يتحدث به الشيعة في كل زمان ومكان وانسان لم يعد- محمد المقالح- يختلف عن «المحطوري» و«الخيواني» بل و«الحوثي» و«الحكيم الطبطبائي» و«كريم شبهوري» الفارسي المشهور بموفق الربيعي، بل ان كلام محمد المقالح لا يختلف عما ينشر ويذاع في القنوات الايرانية والشيعة مثل «العالم» و«الفرات» و«الكوثر» وغيرها من قنوات الدجل والتضليل والكذب والاساءة، هذه القنوات التي تصف كل من تعاطف مع صدام حسين واستنكر اعدامه طريقة ووقتاً وزماناً واهانة، تصفهم بالسذج وأيتام صدام والمتمصلحين من نظام صدام، هكذا احكام بالجملة!! الشعوب العربية والاسلامية بكل رموزها وعلمائها ومفكريها والجماهير وكل التيارات سذج وايتام صدام -حسب القنوات- الشيعية، «وزعران »حسب تعبير محمد المقالح الذي تجاهل الحديث عن اعدام صدام متعمداً وخاصة ان عدد- الزعران- زاد بعد اعدام صدام بصورة كبيرة وواضحة، فلماذا لم يربط المقالح بين اعدام الشهيد صدام حسين بتلك الطريقة وبين تكاثر -زعران- الجزيرة- و-العربية وفئران -الفرات- و-العالم-؟ لماذا اضطر ولجأ الكاتب الشجاع والمعارض الشرس محمد المقالح إلى استخدام «التقية» والسكوت السلبي في اعدام صدام؟ لماذا لم يذكر انه مع اعدام- الطاغية- حتى يوم عيد الاضحى؟ ثم لماذا لا يتبدع حكيم اليمن بنصح ونقد حكومة المالكي العميلة لاميركا والتابعة لايران والخائنة للعراق؟ لماذا لا تظهر الشجاعة والروح النقدية والعروبة والقومية إلا بنقد وسلخ حكومة السنيورة في لبنان والاساءة اليها في اكثر من مقال كتبه- المقالح- في «النداء» أو «الثوري»؟! هل وصل التعصب المذهبي درجة الكيل بمكيالين؛ حكومة السنيورة عميلة لاميركا، بينما حكومة المالكي والميليشيات الطائفية قمة في الوطنية والقومية والشرعية الدستورية ؟.
هناك تساؤلات كثيرة وعلامات استفهام عديدة يمكن طرحها على - اخي محمد المقالح- وامثاله من الكتاب والمثقفين الغير -زعران-، الذين يبدو انهم لم يتعظوا من معركة القادسية الاولى ولا الثانية ولم يعرفوا مخططات الدولة الفارسية في العراق والمنطقة العربية، بهذا القدر الكفاية اسأل الله لي ولكم الهداية. <