في الوقت الذي يتهمون أبناء المحافظات الشمالية بأنهم قبائل وهمج إذا بهم يؤسسون مجلس شيوخ مكون من قبائل الجنوب وأمرائها وسلاطينها ومشايخها، هذا يعني أن القبيلة التي ينتقدونها هي أكثر كفاءة من جمعيتهم الوطنية التي شكلها المجلس الانتقالي ومن مجلس المستشارين التابع لهيئة رئاسة المجلس..

ما علاقة القبائل والأمراء والسلاطين والمشايخ بالدولة التي يطالبون باستعادتها، ألم يقولوا لنا بأن دولة المواطنة لا تتفق مع القبائل، فلماذا إذا تخلوا عن جمعيتهم التي اسموها بالوطنية وكذلك عن المجلس الاستشاري، ولماذا أضافوا للقبائل أمراء وسلاطين ومشايخ، وأين الفئات الاصيلة كالعمال والفنانين والفلاحين والموظفين وأساتذة الجامعات والمدرسين، أليست المواطنة المتساوية خالية من هذه المسميات؟!.

لقد فقدت أبواق التحريض على الوحدة وضخ الكراهية ضد أبناء المحافظات الشمالية قدرتها على التأثير واصطدمت بوعي الشعب رغم تنوع أساليب الدق على طبول الكراهية ضد وحدة المجتمع ومن حسن الحظ أن في المحافظات الجنوبية غالبية كاسحة لديها تصور لوطنها الكبير وتحلم له بمستقبل زاهر على نحو متطور ومنفتح مع رسالته الإنسانية الخلاقة التي نشرت الحضارة في أغلب بقاع الأرض منذو آلاف السنين..

أكد الشعب اليمني في أصعب المواقف قدرته على هزيمة الظلاميين سواء كانوا نبتة شيطانية زرعتها الإمارات أو رياحا عاصفة قادمة من إيران، فغالبية الشعب اليمني يبحثون عن كيفية الاستمرار في صيانة وحدتهم الاجتماعية والسياسية وصيانة الاستقرار والإرادة الحرة وسيقتلعون تلك النبتة الشيطانية وسيكونون سدا منيعا لتلك الرياح العاصفة..

الشعب اليمني لديه وعي مكتسب اكتسبه عبر تجارب السنين ولن تنطلي عليه أكاذيب المليشيات الظلامية سواء التي زرعتها الإمارات أو التي حملتها الرياح العاصفة القادمة من إيران، فهذه المليشيات لم تفشل فقط في إقناع الشعب اليمني، بل فشلت أيضا في إقناع الرعاة والممولين في الخارج..

لقد سقطت الأقنعة وظهرت الحقائق وتيقن الشعب اليمني من أن هؤلاء الأجراء ليسوا سوى مزيج من عملات الدرهم والريال ومهما ظنوا أنهم قادرين على خداع الشعب اليمني فإنهم لا يخدعون سوى أنفسهم..