قيل إن الحرية فطرة في الإنسان والعبودية اختيار، لذلك نجد الكثيرين منا اختاروا العبودية، لن تستطيع أن تقنع شخصا بأن يكون حرا طالما لديه اقتناع داخلي بأنه لا يريد أن يكون من طليعة الأحرار، حتى لو فتحت له أبواب السماوات والأرض فسيظل وراء قضبان التبعية !.
بالأمس خرج البعض ثائرين على الوضع وظن الناس بأنهم قد تحرروا من قيود العبودية، لكنهم منذ ذلك الحين وحتى اللحظة وهم يتغنون بتلك اللحظة يمضون من عبودية إلى أخرى في التصرفات والأفعال، ماضين بوعي أو بلا وعي في الاستمتاع بتجنب المحاولة في الاختيار والتفكير مصرين على عدم تحمل مسؤولية الصواب والخطأ .
تحدثهم عن مبادئ الحرية وأنها لا تتوقف عند الثورة على شخص بعينه ولا ترتبط بزمن دون آخر، فيسارعون إلى كيل الشتائم لك ويحملون كل أخطائهم التي ارتكبوها وارتكبتها جماعات أخرى إلى شخص قد مات وزمن قد ولى، لكن ماذا عنك اليوم وماذا عن وضعك ؟!
تذكرت هذا الكلام وأنا أقرأ لأحد أعضاء مجلس النواب وهو يستعرض بطولاته أيام النظام السابق ونسي دوره اليوم في الوقت الذي تهان فيه الكرامة الآدمية وأدركت حجم التشوهات النفسية التي أصابت الكثيرين وجعلتهم يستمتعون بالقيود التي على معاصمهم ويخففون من ذلك بسرد بطولاتهم الوهمية أيام زمان .
اليمنيون بطبعهم رجالا ونساء لا يرضون بيد فوق أيديهم، فما الذي جعلهم مروجي الاستجداء وعباد الأفراد، ما الذي جعل هؤلاء المثقفون يحولون العبودية إلى مذاهب سياسية يجيشون لها الناس، ما هذه العاهات التي تكاثرت في حياتنا مثل الفطر؟ نحن لم نولد أحرارا فحسب، بل ولدنا ولدينا رغبة في الدفاع عن حريتنا كذلك، فلماذا إذا لا نثور على أرباب الفقر والجوع ؟.
