الوصف:
تعتبر شجرة الغريب من اهم مصادر التنوع الحيوي في تعز وفي الجمهورية اليمنية وعلى مستوى المنطقة العربية ومكون أساسي من مكونات الفلودا النباتية على مستوى العالم.
الطيور المهاجرة العالمية المتجهة إلى جزيرة سقطرى خلال نهاية شهر سبتمبر وبداية شهر أكتوبر من كل عام، تلك الطيور المهاجرة تعتبر شجرة الغريب محطة ترانزيت ومنارة بر سماوية، تستخدم كمعلم أرشادي أو بوصلة من قبل تلك الطيور القادمة من أوساط قارة آسيا وتحديد الاتجاه المناسب نحو جزيرة سقطرى.
شجرة الغريب هي من الأنواع النباتية المتطرفة التي تحملت أقسى الظروف المناخية الجفاف والحرارة بالإضافة إلى التحديات البشرية عبر أعمال النحت ومحاولات الإحراق وإطلاق الأعيرة النارية على جسم الشجرة ومحاولات تكسير الافرع والغصون الشجرية.
شجرة الغريب من الأنواع المتساقطة الأوراق يزداد عمرها عن ألفين عام وقد تصل إلى أكثر من ذلك، قد تؤرخ هذه الشجرة لفترة ما بعد انهيار سد مأرب وعودة الإنسان اليمني إلى أحضان الجبال والتي كانت موحشة وغير قابلة للإيواء البشري إلا أن الإنسان اليمني استطاع التأقلم مع تلك الظروف.
وما شجرة الغريب إلا دعوة مفتوحة من اجل التصالح مع الطبيعة، ويمتلك موقع شجرة الغريب الكثير من المعارف التقليدية الطبيعية والأثرية والتي تمثل كنزا، من أساليب التعبير الثقافي والتي تحتاج إلى التوثيق والنشر والإشراك المعرفي المعزز لتاريخ الأمة البشرية وتطويرها ونموها (كأمة واحدة تمتلك تاريخا تنمويا متميزا)
مسوغات القيمة العالمية الاستثنائية: –
لقد تمت زراعة شجرة الغريب عبر تجمعات جذرية هي التي أعطتنا ساق أساسي أو جذع كلي يصل محيطه إلى 35متر وبنصف قطر يصل إلى 8 متر. إلا أن الاستثناء الأكثر عالمية والأكثر إدهاشا جاء من خلال التالي: –
تم زراعة المجاميع الجذرية لشجرة الغريب ضمن حقل زراعي نجمي الشكل سداسي الأركان أو لنقول سداسي الأعمدة كل عمود يمثل حالة فريدة من حيث عرض العمود – اللون – التمايز القلفي واللحائي.
كل عمود من تلك الستة الأعمدة يصل ارتفاعه العمودي إلى 6 متر ثم يبدأ كل عمود بتكوين قوس يتجه نحو خارج الجذع الكبير المكون لكل شجرة.
وسنجد أن هناك مسافات تباعد بين كل عمود وآخر من تلك الأعمدة، سننظر لتلك المسافات على إنها أوجه الشكل النجمي السداسي لتبين لنا إننا أمام خمسة أوجه تلك الأوجه متحدبه نحو الداخل.
المثير للدهشة أن تحدب تلك الأوجه مرتبط ارتباط وثيق بحركة واتجاه الشمس، في نهاية لدينا نجمة سداسية تشكلت وفقا للشمس وكأننا امام معبد تم إنشائه.
وفقا لمبادئ أرقام علوم الهندسة الإنشائية والهندسة المناخية المعتمدة على خصائص وميزات خط العرض13.
قد نحتاج لوصف التاج الملكي ذو الشكل الهرمي المبني فوق أقواس تلك الأعمدة إلى المزيد من الأوراق الخاصة بشجرة الغريب تلك سواء الخضراء أو الأوراق المتساقطة وقد احتاج إلى الرصد المستمر لوصف بانوراما طبيعية.
الخلاصة/ عندما نتحدث عن مسوغات القيمة الاستثنائية لشجرة الغريب سنجد أنفسنا امام نظام إيكولوجي مستقل يقدم العديد والاهم من الوظائف الإيكولوجية والمناخية.
وسنجد أنفسنا امام مورفولوجيا نباتية يصعب تكرارها ويجب الحفاظ عليها وصونها وحمايتها كحق أساسي من حقوق الأجيال القادمة (أجيال كل العالم)
مما يعني أن هناك نواحي علمية ومجالات بحث متعددة وفريدة من نوعها لابد أن يكون أساسها نقل المعرفة وكذا نقل التكنولوجيا المرتبطة بها.
(إن تبني الابتكار لابد أن يرتبط بالطبيعة ولكي نبتكر أكثر وبشكل مستدام لا بد لنا من فهم ميكانزيم عمل الطبيعة، لذا لابد أن تصالح مع الطبيعة)
معايير تقدير القيمة العالمية الاستثنائية: –
الأصالة والسلامة: –
رغم كافة الاعتداءات التي قام بها الكثيرين على شجرة الغريب من أعمال النحت والحفر ومحاولات إحراق وقطع لبعض الفروع وإطلاق الأعيرة النارية الكثيفة على جسم الشجرة بالإضافة إلى قتل نوع متميز من أنواع الزواحف التي تجد في شجرة الغريب موئلا طبيعيا لها والتي تسمى الحرباء اوكا مليون، وهي من الزواحف التي تتميز بها اليمن عن غيرها والتي تعتبر مؤشر بيئي هام.
نقول رغم عن ذلك مازال الممتلك أصيلا حتى اللحظة ويمارس عملياته الفيزيائية بشكل امن ومستمر، وقد قامت الدولة والحكومة اليمنية بإنشاء سور حجري خاص بالموقع وتم إدارة الموقع والممتلك بشكل ملائم.
ومازال هناك مساحات مجاورة للموقع يمكن منع البناء والاستيطان البشري فيها وتحويل تلك المساحات لتشمل الموقع ويتم فيها إعادة توطين وزراعة عشر أنواع نباتية نادرة أخرى كانت مجاورة لشجرة الغريب وتدهورت ومازال بعضها متواجد على مسافات بعيدة نوعا ما عن موقع الممتلك.
كما يمكن إنشاء متحف بيئي زراعي في الموقع الممتلك مما يزيد من استثنائية هذا الممتلك وجودة البيئي والمعرفي المستدام.
المقارنة بممتلكات أخرى مشابه: –
يمكن مقارنة الممتلك بممتلكات أخرى مشابه مثل خرائط الأنواع النباتية المعمرة والأقدم بالعالم إلا أن شجرة الغريب تمتلك طبيعة تتميز بفرادة هندسيه طبيعية وتفردا مناخيا كونها تقع على خط عرض 13. وهو خط إيكولوجي متميز عالميا وذو إيكولوجيا استثنائية.
*محمد عبدالله الشرعبي.. استشاري التنمية المستدامة- متخصص في البيئة والغابات