;
موسى المقطري
موسى المقطري

نكبة 21 سبتمبر وعشر سنوات في العتمة 108

2024-09-23 02:02:13

تمر علينا ذكرى انقلاب الحوثي على الجمهورية ونقضه لكل الاتفاقات والتوافقات التي أجمع عليها اليمنيون مع أنه كان جزء منها ، وفي لحظة ضعف داخلية ذهب حاملاً كل ما أوتي من قبح وحقد ليعلن استعادة الإمامة صباح 21سبتمبر 2014م معلنا أول الخطوات في طريق العتمة الكئيبة التي غرقنا فيها منذ عشر عجاف كانت كفيلة بكشف الروح الإمامية الكهنوتية التي سكنت الانقلابيين ومحاولتهم الوصول لحلمهم القديم الجديد والمتمثل باستعادة الإمامة كدولة ومشروع ، والانتقام من النظام الجمهوري الذي كان أهم وأعظم إنجازات ثورة 26سبتمبر المجيدة الذي تشرفت بإلقاء الإمامة مهانة ذليلة إلى مزبلة التاريخ .

سياسيا أكدت كل المؤشرات خلال العشر السنوات التي مرّت حقيقة أن الحوثية جماعة متعصبة لا تقبل التعايش أو الشراكة أو أي صورة من صور تقاسم السلطة، فقد انقلب الحوثيون على حكومة هم شركاء فيها! فقط لأنها تشمل غيرهم من القوى السياسية فأطماعهم تتجاوز المشاركة إلى الاحتكار، وهذه المطامع تقضي على مبادئ الحياة السياسية التي تقوم على مبدأ التعددية والمشاركة بما يتيح للشعب أن يجد من يمثله في مراكز اتخاذ القرار.

مشهد المشاركة السياسية ودور الشعب في اتخاذ القرار عبر الأطر الديمقراطية يتصادم كلياً مع أوليات الفكر الحوثي الطائفي الذي يجعل سلالة بعينها وصية على الشعب تحكمه بالحديد والنار، وتنهب ثروته وتقتله إذا اعترض أو بدا لها أنه يمكن أن يعترض يوماً ما ، وكل ذلك تحت مظلة الدين ، مع أن ديننا الحنيف لا يقر هذه الممارسات ولا يجيزها بالمطلق ، ومن شأن أي جماعة أو تشكيل سياسي لا يؤمن بالتعايش أو المشاركة أن يمارس القهر والتسلط ولا يصلح بالمطلق لحكم البلدان والشعوب في عصر لم يعد الناس غافلين عن حقوقهم ، ولا معزولين عما يدور من حولهم .

في جانب آخر فإن عشر سنوات في العتمة الحوثية أكدت قدرة فائقة لهم بالتفريط بالسيادة الوطنية ، فما أن تمكنوا من إسقاط الدولة في 21سبتمبر إلا وذهبوا في عجل لتقديم قرابين الولاء لإيران لتستخدمهم كأدوات وأوراق ضغط لتجاوز عزلتها الدولية ، وتقديم نفسها كلاعب رئيس في الشأن الدولي ، وهم بهذه التبعية المهينة يلحقون الضرر البالغ باليمن واليمنيين غير آبهين بما سببه انقلابهم أولاً ثم استجلابهم العالم بقضه وقضيضه ثانياً للمياه الإقليمية تحت ذريعة حمايتها منهم ، ليتحول البحر الأحمر وخليج عدن إلى مقر للبارجات والسفن الحربية التي تسابقت عليه من كل حدبٍ وصوب وبدا واضحاً أن قوى الهيمنة والاستعمار كانت تنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر .

اليوم ونحن نعيش مآسي العشرية المعتمة التي وضعتنا فيها الجماعة الانقلابية تصرّح إيران بكل وضوح أن البحر الأحمر وباب المندب أضحى تحت سيطرتها ، أو بالأحرى نجحت بنشر الفوضى فيهما ، وكل ذلك بفضل جهود وكلائها المخلصين الذين يمموا شطرها ناسين أو متناسين ما يلحق باليمن براً وبحراً منذ أن أعلنوا انقلابهم وحربهم الشاملة على كل ماهو جميل في هذه الأرض ، وباشروا نشر الفوضى في المنطقة ، ووفروا المبررات الكافية لتواجد القوى الدولية واستعادتها لدورها الاستعماري القديم ، وسلب ما تبقى من سيادة للدول في المنطقة سواءً المشاطئة للبحر الأحمر أو التي تعتمد كلياً عليه لتسيير اقتصادها.

في المجمل ومنذ انقلاب الحوثيين على الجمهورية وإسقاط ونهب كل مقومات الدولة في 21سبتمبر يعيش الوطن أسوأ أوضاعه ، فانقلاب الحوثي وما تبعه من حرب لاستعادة الجمهورية تركت اليمن بلداً خالٍ من كل مقومات الحياة ومُترعاً بالمآسي والأوجاع ، وكشفت السنوات عن سجل مطوّل من الانتهاكات والجرائم والممارسات الحوثية أعادت التذكير بحقائق مهمة مرتبطة بهذه الجماعة المليشاوية وقدرتها الفائقة على تلغيم الحياة ونشر الموت والفقر والمرض ، مع أنها تحاول بخطابها المعسول وبالصورة المزيفة خداعنا عن الحقيقة ، لكن سلوكها في الواقع فضحها ووضعنا أمام الصورة الكاملة واضحة جلية .

هذه الصورة السوداوية لحقيقة هذه الجماعة التي كشفتها سلوكياتها الإجرامية شملت كل الأرض اليمنية سواء التي تقع تحت سيطرتها أو التي تم استعادتها من قبل الحكومة الشرعية، وبات كل يمني أمام مواجهة حقيقية مع سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي طالت كل جوانب الحياة، وشملت كل فئات المجتمع، واكتوى بنارها البشر والشجر والحجر، وكلها وضعتنا أمام الصورة المعتمة التي أوصلنا إليها انقلاب 21 سبتمبر المشؤوم.

دمتم سالمين ..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد