دولة زار رئيسها ووزير خارجيتها إسرائيل عقب السابع من أكتوبر، الرئيس قال أنا صهيوني ووزير الخارجية قال أنا يهودي، ماذا تنتظرون منها؟
لا شك في أن علاقة الإدارات الأمريكية المتعاقبة بإسرائيل قوية ومتينة بسبب اللوبي الإسرائيلي والضغط الذي تمارسه منظمة "إيباك" اليهودية الصهيونية التي ابتزّت كل السياسيين الأمريكيين وتمكنت من إخضاع جميع الإدارات والسياسيين ومجالس النواب والشيوخ بالأموال وشبكة العلاقات وأسقطت كثيرا من السياسيين الأمريكيين الذين وقفوا ضد إسرائيل.
رئيس أمريكي وحيد هو أيزنهاور عاقب إسرائيل ورفض الرضوخ لإملاءاتها وهذا التاريخ الوحيد المسجل في سجل الرؤساء الأمريكيين.
أما تاريخيا فقد تمكنت "آيباك" وهي بالمناسبة صديقة الديمقراطيين ثم تمكنت أيضا من شراء ولاءات الجمهوريين وبات كثير من مرشحي النواب والشيوخ الأمريكيين جزءا من حملتها للوقوف مع إسرائيل وإلا فإن لديها القدرة على دفع مبالغ وإسقاط أي سياسي معارض لإسرائيل.
في حوار له قال الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، إن هناك قوى سياسية أمريكية نافذة لا تريد أن يعرف الناس أي تحليل موضوعي لما يحدث في فلسطين من انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان وأنه لا يوجد أي عضو في الكونجرس الأمريكي يستطيع التحدث علنا عن الموضوع ويطالب إسرائيل بالانسحاب إلى حدودها القانونية لأن هذا الموضوع محظور وإذا تحدث به أي عضو فإن من المحتمل ألا يعود مجددا في الانتخابات لسببيين التزام أمريكا تجاه أمن إسرائيل ونفوذ جماعات الضغط الأمريكية الإسرائيلية.
ويمكن ملاحظة ذلك بعد أحداث السابع من أكتوبر إذ صوت الكونجرس بالإجماع على دعم إسرائيل وعدم وقف إطلاق النار.
إيباك هي العنوان الرئيس الذي تمكن من خلاله بايدن الفوز برئاسة أمريكا ولكن الغضب المتنامي حاليا من أدائه تجاه أعمال الإبادة في غزة وسقوط أسهمه في استفتاءات الرأي قد يكونان السبب في عدم فوزه بولاية ثانية.
يتفاخر السياسيون الإسرائيليون وبينهم نتنياهو بالرصيد الأمريكي المفتوح لعملياتهم ولدعم أمريكا اللامحدود وهذا ما يصرح به المسؤولون الأمريكيون ولكن المختلف هذه المرة أن الطرفان ليسا متأكدان تماما من أن حل معضلة السابع من أكتوبر وهزيمة حماس مؤكدة تماما وليست عملية خاطفة.