الظروف المعيشية الصعبة والأوضاع السيئة دخلت إلى كل بيت يمني وأصابت كل فرد صغيرا كان هذا الفرد أو كبيرا وأصابت كل أسرة بقتيل أو جريح أو أسير أو معاق. أو معدم لا يجد قوته ...الخ .
ومع هذه الأوضاع الصعبة التي تجاوزت كل الحدود إلا أن الأغلبية الساحقة ما تزال صامتة لا تعبر عن ما تعانيه حتى بالكلمة ...بل إنها ما تزال تسبح بحمد جلاديها سواء في هذا الطرف أو ذاك .
ومع كل تسبيحة لجلاديها تتنهد كما يفعل كل مكروب وهموم ومغموم ومضطهد لأن تسبيحها لجلاديها كذب والحقيقة تكمن في تلك التنهيدات والحسرات والآهات وهي الشيء الطبيعي لتلك المعاناة .
نقول لهؤلاء الذين لا يعبرون حتى بكلمة خوفا من الموت أو السجن أو غيرهما من وسائل الاضطهاد مع أن داخلهم يحترق ورماد هذا الاحتراق يخرج على شكل آهات وحسرات وتنهدات أن هذه الحسرات والتنهدات والآهات ستقضي عليكم فهي كفيلة بكم وبشكل أكبر وأفظع مما تخافون منه من جلاديكم .
ما يكتمه الإنسان في قلبه ولا يفصح عنه يكون أثره على الإنسان أكثر إيلاما وأكثر وجعا ولفترة أطول لا تنتهي إلا بنهاية ذلك الشخص ومع الزمن سيقضي عليه نهائيا ويصبح بعده في خبر كان .
نقول لهؤلاء جميعا عبروا عن أنفسكم بطرق سلمية وحضارية ولا تكتموها فتقتلكم فالمريض يجب أن يشعر الآخرين أنه مريض حتى يتم علاجه ولا يتظاهر كذبا أنه معافى ..
وإذا أصر المريض على إنكار المرض والتماس الدواء له فإن هذا المرض كفيل بالقضاء عليه.. حيث يعيش همه وقلقه بمفرده ويتجرع الغصص حتى آخر نفس له في الحياة .
فهل تعقلون وتعيشون كالبشر أم أنه لا جدوى من مخاطبتكم فقد فقدتم إنسانيتكم إلى غير رجعة .