أعتقد أن الايجابية الوحيدة للحوثي هو قطع التدخل السعودي في شأن أكبر كتلة بشرية في اليمن سياسيا وعسكريا، ومنع عبثها بالقرار الوطني نهائيا من التعيينات إلى تصميم الاتفاقيات، وحتى تحديد مسار العلاقات الخارجية، اضافة إلى ايقاف (إرهاب) الامتداد الايدلوجي المتطرف؟؟؟
هذه الندية من الطبيعي ان تكون بحاجة إلى تحالف دولي وحتى فكري تحت اي مشروع، لا مشكلة في مواجهة الثورة الوهابية !!!
فما كان للرياض سواء الرد عليه بإنشاء ودعم وتمويل التناقضات جنوبا وكأنها تهدد بتقسيم اليمن بدلا من بناء كتلة معادلة وطنيا المؤازرة المتغير شمالا ...!!
انتجت تقديرات الاسرة الحاكمة سعوديا تعميق الفشل والتصدعات في الجبهة الموالية لها حتى استمر الفشل قرابة تسع سنوات نظرا لإمعانها في استمرار تغذية التناقضات بين المكونات الموالية لها انتهى بسلب قرار الشرعية وتمزيقها وحصارها ...
وما يراه اليمنيون اليوم من فشل وتخبط مقابل تطور الحوثي عسكريا وتفوقه في التسليح العسكري بمختلف الصواريخ البالستية والمجنحة والطيران الميسر اضافة إلى وزنا متقدما في الندية .....
اليوم تصر الرياض على تغطية فشلها بمسرحيات اخرى للبحث عن مدخل يغطي فشل ما زرعته داخل اليمن من تضاريس وعرة كما يبدو تتماشى مع ما يقرره ويربده المخرج الدولي ومخططاته في بقى وضع اليمن في حالة لا حرب ولا سلم ..!!
سيناريو مشاورات الرياض التي تنعقد اليوم غايتها واضحة جدا تعيد ترتيب الشرعية بإدخال اطراف جديدة وتحزيمها بكل تناقضاتها في مواجهة صنعاء، وأعتقد انها لن تنجح !!!
حتى ولو فرضت شرعية معادلة جديدة داخل مؤسسة السلطة والحكم الموالي لها نظرا لعمق الخلافات وتعارض المشاريع السياسية التي تسببت هي في تأسيسها وتسليحها ...!!!؟؟
كل ما في الامر أن الكتلة الاجتماعية في الشمال عموما موحدة تحت قرار سياسي وعسكري واحد من الصعب اختراقها، ومحاولة عبث الرياض في تغذية الوسط الذي يعاني ارث تاريخي في صراعه مع الهضبة ونفوذها القرار والسلطة وعقدة الدونية بالاشتغال على وصم مشروع الحوثي بعودة الامامة كمحاولة منه لتوحيد جبهة الاجتماعية والسياسية في مواجهة الهضبة .
ربما يقابله تحول أكبر لدى الهضبة في فتح صيغ بديلة اخرى ضمن بناء تحالفات جديدة
لربط ثمة مستوى للتعاطف في البنية الاجتماعية جنوبا وشرقا بسقوف مختلفة عند كتلة الهاشميين لا يستبعد ان تشتغل عليه بخطوط مختلف حاضرا ومستقبلا لتعاظمه في بعده الجغرافي والجيوسياسي .
وهي كتلة أكثر نضوجا في الفقه والفكر والسياسة والمعرفة والاقتصاد .
من الصعب ازاحتها أو اضعافها تمثل قوة مخزن بشري ثري وواعي تماما لمرحلة القادمة ومتطلباتها .
لأرى اي نجاح مرحلي أو حتى نصر سياسي وعسكري يقصي المشروع الذي يقف عليه جغرافيا الهضبة عامة في شمال اليمن إلا بضرورة التعاطي معها كأمر واقع كسلطة ورقم وان عملية دعم التناقضات داخل كياناتها قبليا وسياسيا أسوة بالجنوب لن يثمر ...
واخيرا ... هذه اليمن مستحيل احتوائها لإنها عمق ثقافي وتأريخي وحضاري ...
وليست كيانات طارئة ...
هكذا يقول تأريخ سبأ وقتبان ومعين وأوسان وحضرموت !
وكفى