يبدو ان الهبة الحضرمية الثانية تنحو منحى التجاذبات السياسية بين مشروعين سياسيين متعارضين وان كانت تبدو عليه مظاهر التغطية تحت شعار ودعوات حقوق حضرموت ...
هذا الفرز لم يأت صدفة انما فرضته حتمية الصراع الفوقي، وارتباطاته بقاعدة الهرم في ملعب الصراع وادواته ومعطياته محليا،
يقول العلم الفيزيائي (ان لكل فعل ردة فعل مساو له في المقدار والاتجاه) كما قال العالم نيوتن ...
وهي حقيقة تقرأ في الفعل السياسي ينتج اتجاه اخر نقيض لمشروع سياسي يواجه مشروع سياسي اخر نقيض على الاقل يحمل مناقضاته، وهي مضاعفات باطنه تخفيها أطراف وتكتمها حتى تجد حاضنا يستوعب طرحها ...
لكن لا تبدي انفعالاتها وتشددها حين ترى انه لا يوجد قبولا لخطابها ....
بين معسكري العيون والردود يحاول البعض تخديم ودمج المشرعين في بوتقة واحدة تحت مصفوفة المطالب الحقوقية وهي نافذة يستطيع بها كل طرف خداع العوام والعاطفيين بينما الحقيقة لا حقوق من غير هدف سياسي. هذه بديهية المدخل بمطالب حقوقية ..!!
دعونا نتساءل عن هذا المخاض الحضرمي هل هناك استمرار له ؟
في ظل واقع يمني يشهد حربا وصراعا كبيرا في إطار المعركة الوطنية الكبرى؟
أم أن الغايات محدودة وتندرج في إطار أوراق ضغط لتحقيق مكاسب ذاتية ؟
بالنظر لطبيعة الهبة اجدها مفرغة من وجود إطار تنظيمي وخطاب وطني يفتقر الى تأصيل بنية معايير النزاهة ومناهضة الفساد وهي أسس معيارية مهمة في منطلقات وعي وقيم عمليات التحول ....
لهذا بات الاكتفاء في خطابهم ومطالبهم بملامس القشور والهروب من اولويات البناء القيمي الأخلاقي ربما هذا يسوقه البعض للهروب من مواجهة مباشرة مع جذر بنية القرار المحلي ومعضلاته...؟ !
محاولة استعطاف الناس بشعارات مثيرة وتجنب تشخيص آزمتنا الداخلية وتفسيرها منهجيا وواقعيا أولى من تقديم خطاب (القومية) الحضرمية للماضي الحضرمي.؟ !!
وكفى .