لم يستوعب السياسيون اليمنيون بمختلف تياراتهم السياسية وتناقضاتهم الفكرية منحى الانجرار وراء عواطف وخلفيات خط الدم والاغتيالات السياسية التي بلغت ذروتها منذ ما بعد عام 1990م اي بعد الوحدة، وما نراها في عدن اليوم بعد عام 2015 م على الاقل، وتأثيرها على مستقبل استقرار البلاد سياسيا ونهوضه،
ولعل فاعل دوافع هوس الصراع على السلطة وغباء الارتماء في احضان أطراف إقليمية ودولية بان تجد لها أدوات مطيعة تنفذ مخططاتها بدون وعي وطني بما تسببه من ثارات وانتقامات مستقبلية في داخل النسيج الوطني والاجتماعي، هو ذلك الغباء الذي توج مع بداية السنوات الأولى للوحدة اليمنية باستهداف عناصر وقيادات الحزب الاشتراكي تحت دعاوي ومبررات إيدلوجية. دينية نفذتها عناصر متطرفة ولم يستوعبوا انهم أدوات لطرف خفي يربد يزرع مسلسل ثأري،
واليوم يعاد السيناريو من جديد في عدن تحديداً بلغ ذروته في مسلسل الاغتيالات يستهدف الطرف الذي قدم نفسه أداة في الماضي او شريكاً فاعلاً في مخطط التصفيات ....
وهي العمليات التي تركت جرحا غائرا في مستقبل البناء السياسي والوطني، وشكلت ثاراً عبثياً لم يقدم نوعاً من الاستقرار السياسي للبلد .
اليوم مسار الاغتيالات يرسم ملامح واضحة لاستهداف عناصر طرفاً سياسياً في المشهد السياسي بخلفية دينية، ربما يعبر عن معادلة صراع نفوذ وسيطرة إقليمي ودولي بين (تركيا وقطر كمحور، وإسرائيل والإمارات كمحور مضاد) .
والخلفيات تنبني على عامل متغير في السياسة الخارجية الإقليمية والدولية قد يكون لثورة الربيع العربي عامل تحول في تحديد مسار الصراع وأدواته وتحالفاته ....
تحت خطوط ما يسمى محاربة الإرهاب، لكن كن سيدفع ثمن افرازاته هو المجتمع المحلي ومؤسساته لان هذه العمليات لن توفر اي استقرار مستقبلا لا على صعيد الجنوب ولا حتى اليمن عامة، وهي ربما تكون سياسة موجهه لمخطط لها إقليمي ودولي يفرض مصالح دولية في اليمن ...!!
لكن من يضمن ثمة ثبات في السياسة قد تتغير أدوات وقواعد اللعبة، وتتبدل التحالفات الخارجية ... لا ثابت في السياسة ولعبة المصالح !!!
ما يهمنا هو بلدنا استقراره في الواقع وفي المستقبل .
الراهن لا يستطيع اي سياسي قيادي جنوبي ان يقدم نوع من التحذير والتنبيه لهذه الالغام على مستقبل الاستقرار في الجنوب ..
وللعلم أغلبهم كانوا في المشهد جراء افرازات ما بعد عام 1990م وما لحقها عام 1994م
ونتائج انعكاساتها على بنية المجتمع في الجنوب الى يومنا هذا ...
ومع تغير الوضع في جغرافيا الجنوب منذ ما بعد 2015م
اوجدت القوى الخارجية معادلة قوة جديدة واوزان عسكرية وأمنية ايضا أخرجت طرفا ما مهزوما في صنعاء وعدن ولكن لم تنته فواعيل المعادلة واوزانها كليا ثمة حضور للطرف المستهدف في نواحي متفرقة من جغرافيا اليمن كلها .
على الارجح لا يوجد طرف مستفيد من تكريس موروث الدم وروائحه اطلاقا، وهو عامل فاعل في تعميق روح الخصومة والثأر لن بتوقف وهناك حياة للعصبة في الوعي الاجتماعي للانتقام لاحقا ...
فهل يستوعبون جميع الاطراف الدرس الماضي والحاضر.. ويغادرون صفاقة الاستخدامات لان الأجنبي حين تتوقف مصالحه سيغادر وبترك الالغام تتفجر لاحقا دون اكتراثه للمآسي التي تحل بالشعوب، والتجارب كثيرة لمن يفهم الدرس؟؟؟؟