منذ سبعة عشر يوماً والمعارك الضارية في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب ممتدة من السفوح الشمالية للجبال السود المطلة على وادي ذنة وروضة جهم وصولا إلى المساحات الرملية الشاسعة بمحيط جبال ملعاء في أقصى الجنوب .
ورغم ما تكبدته المليشيات الحوثية من خسائر كبيرة إلا أنها لم تحرز أي تقدم وفي الحقيقة لم تعد قادرة على تحقيق أي تقدم فقد أُنهِكت مجاميعها وأُخمِد هجومها تحت ضغط الضربات الدقيقة لمدفعية الجيش الوطني والإسناد الناري الجوي لطيران التحالف الذي دمر عددا من المجاميع لحظة وصولها مسرح العمليات.
وبعد تباطأ الهجوم الحوثي وتلاشيه أخذت الحرب شكل الحرب الثابتة أو حرب المتارس بمعنى أن المعارك ليلاً ونهاراً تدور في ذات المواقع وتتشابه ليالها وأيامها السوداء وهو ما جعلها حرب إنهاك على المجاميع الحوثية .
وقد أدرك الحوثيون بأن هجماتهم في الأسبوعين الأخيرين على امتداد الجبهة الجنوبية باتت هجمات عقيمة لا جديد فيها سوى تدمير مزيدا من أنساقها وأفواجها .
بسبب ذلك وبسبب أن المواجهات في الجبهة الجنوبية أخذت شكل الحرب الثابتة فإنه في تقديري ستلجئ المليشيات الحوثية إلى تثبيت مواقعها على امتداد الجبهة وستبدأ بزراعة الألغام وتأخذ حشودها إلى أماكن أخرى .
في المقابل فإن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أعادا ترتيب الصفوف وباتا لهما القدرة على شن هجوما مضادا وربما توجيه ضربات معاكسة قوية، لهذا ستشهد المرحلة القادمة تغيرا في مسار الحرب لن يرى الحوثيون فيها سوى الهلاك وما ذلك على الله بعزيز .