وجود كتلة عسكرية في وادي حضرموت وفرت نوعًا ما توازن عسكري حصن مناطق الوادي والصحراء من ترف وعبث ودسائس نحن في غناء عنه، منذُ ما بعد المنتصف الثاني من عام 2016م واجهنا حملة شعواء منظمة تخوضها نخب سياسة وإعلامية وعسكرية بساحل حضرموت تصر على امتداد قوات المنطقة الثانية إلى وادي حضرموت ودمج حضرموت في منطقة عسكرية واحدة ، ويقصدون بها ان ترحل قوات المنطقة الاولى وتتموضع مكانها وحدات يقودها البحسني وخلفه الإمارات، وكان يوم ذاك تحظى هذه الاطروحات والمطالب بحاضنة اجتماعية واسعة، ومع مرور الأيام والسنين تبخرت بل وتراجعت هذه الأصوات حتى اتضحت تقال بشكل خجول وفي دعوات عناصر السياسة الاحتكارية ؟ !!
في الوقت الذي يرى كثير من الناس دوافع العاطفة التي تحرك مزاجهم، ونحن أكثر وعي بان وجود كتلة عسكرية طارئة وفي مرحلة مراهقتها تمثل نوع من الترف والاندفاع وستكون نتائجه وخيمة وثأرية وبلاوي في مناطق الوادي وستتحول المدارس إلى سجون وتزدحم قاعات المحاكم في منعطف نادر من الضغائن والانتقام والرواسب ...
والله ماذا سيكون مصير وضع مطار سيئون ..
أعوذ بالله من ملامح هذا المسلسل المتشبع بنحو ربع قرن من الحقد والضغينة والثأر ......!!!
لكن بعزم وتصميم خلفيات الثقل الاجتماعي الوازن في عمق مناطق الوادي اسقطت هذه الدعاوي والمطالب سياسيا وشعبيا .
وكان وجود كتلة عسكرية في نوع من التجانس من سلطة الوادي عامل تأمين لموازين صد حجم التدخلات والقرارات العبثية التي مصدرها رأس هرم سلطة الساحل تم اجهاضها وإسقاطها في حاضنة وادي حضرموت واليمن عامة .
وتكررت عملية التآمر لضرب واستئصال سلطة الوادي لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً مثنى وثلاثى ....
حتى استسلموا حين تغير مزاج الناس في حضرموت بتراجع تأييدهم شعبياً وصولاً إلى تحول كبير في المعادلة سياسياً وشعبياً لصالح أبو صالح في وادي حضرموت .
والحقيقة ان التوازن العسكري مهم جداً جداً في تخفيف سطوة الهيمنة التي نراها بأم أعيننا في ساحل حضرموت.
وللعلم وجود كتلة عسكرية نقيضة للوادي ساعد بشكل كبير على تخفيف إرث روح قوى السلاح في الوادي ...
لماذا نحن مع التوازنات لإنها تحصن وتحد من وعي وسلوك الهيمنة المفرطة وتمنع امتداد الفساد السياسي وغيره من الموبقات والتفرد في القرار .
نأمل ان يعاد بناء توازن سياسي وطني في ساحل حضرموت لإيقاف هوس الطمع والذات والتفرد
وكفى.