قبل أيام قليلة كانت هناك مبادرة واتفاق بين طارق صالح وقيادة محور تعز
وقلنا مبادرة خير إن شاء الله وتوحيد الصف الجمهوري واجبنا جميعاً مادام نحن والجماعة في خندق واحد ضد الكهنوت،
وكنت أنا أول المرحبين بهذه المبادرة.
بعدها سمعنا من مواقع التواصل الاجتماعي عن عملية عسكرية اسمها البرق الخاطف مهمتها تحرير تعز وإنهاء الحصار يتزعمها طارق صالح ستبدأ أولى عمليتها من البرح حتى الحوبان والمناطق المحاذية لها، ازدادت فرحتنا ولهفتنا لهذه المعركة الفاصلة التي كانت ستحررنا من ظلم الحصار الجائر وستخلصنا من قصف المليشيا الإجرامية وإرهابها .
ما إن لبثنا يوماً واحداً من فرحتنا بهذه المعركة، إلا وأتى لنا خبر صاعق من الساحل التهامي يتحدث عن انسحاب كلي للقوات المشتركة من مواقعها جنوبي الحديدة وتسليم هذه المواقع للمليشيات الحوثية بمساحة شاسعة تقدر بعشرات الكيلووات دون قيد او شرط تحت ذريعة إعادة التموضع والالتزام باتفاق السويد .
تاركين أبناء تهامة الأحرار لقمة سائغة تبتلعها تلك المليشيا المفترسة وتنكل بهم أشر تنكيل ومن يرفض التسليم او الانسحاب من القوات الجنوبية او التهامية هددوه بالطيران والقصف .
تخيل مناطق شاسعة وأرض واسعة تم تحريرها بشق الأنفس وسالت في سبيلها شلالات من الدماء الزكية وراح ضحيتها مئات من الشهداء .
اليوم تسلم للعدو بطبق من ذهب دون مقاومة، يا قهر قلبي على دماء الشهداء والجرحى التي سكبت على هذه الأرض وأروت تربتها الخصبة .
بماذا ستجيبون أبناء الشهداء والجرحى المعاقين يا قيادة الساحل الغربي، إذ سألوكم يوماً عن مصير دماء آبائهم، وماذا ستقولون للجرحى الذين ضحوا بأجزاء من أجسادهم وأطرافهم في سبيل تحرير هذه المواقع التي تسلموها اليوم للأعداء .
ماذا ستقولون لمن تركوا منازلهم وأرضهم وأتوا إليكم مستجيرين واثقين بعودتهم يوماً بنصر الجمهورية .
تسليم المواقع للأعداء يا قيادة القوات المشتركة ليس تكتيك أو إعادة تموضع بل خيانة عظماء لكل شهيد ومناضل وتمكين المشروع الفارسي من المشروع العربي الأصيل ..!
