كنا اليوم في جبهة ملعاء، وبعد معارك عنيفة تمكن الأبطال من دحر المليشيات الحوثية من منحدرات رملية باتجاه جبال ملعاء التابعة لمديرية حريب .
وكما هي طبيعة المعارك تشتعل ثم تشتد ثم تبلغ ذروة وطيسها ثم تلتقط أنفاسها، بعد عصر اليوم كانت المعركة قد التقطت أنفاسها وفجأة تأتي من أقصى الصحراء أطقم تحمل عياراتها وفرسانها تقترب من خط النار ثم تتجاوزه باتجاه العدو .
ظننت أن تلك الأطقم لا تعرف خط النار وبأنها تتوغل نحو العدو دون معرفتها بذلك، فقلت لمن بجواري من المقاتلين ...هؤلاء غلطانين قدهم في مرمى العدو نبهوهم أجابني بكل فخر قائلا .... هذه عبيدة .
عدت أنظر إلى تلك الأطقم وهي تركض نحو العدو وعليها عياراتها تهاجم العدو وكأنها خيول جيش من الأزمنة البعيدة، وما إن اقتربت من العدو حتى صبت سوط عذابها عليه بعنف وغضب، فيما طار المشاة الذين كانوا على صناديق الأطقم نحو العدو بكل بسالة وشجاعة .
فرت المجاميع الحوثية من المساحات الرملية المترامية وتمركز أبطال عبيدة ومعهم أبطال جيشنا الوطني ومقاومتنا البواسل، وكان يوما تاريخيا من أيام الحرب والمجد .
عرفت لاحقا بأنه في ظهر اليوم كانت تلك الرمال قد ارتوت بدماء زكية لمحارب وشيخ من شيوخ الحرب الذين أبيضت لحاهم لكن إرادتهم فتية وفولاذية إنه واحد من أعمدة القوم بل من أعمدة البلاد بكلها ...الشيخ عوض بن معيلي شهيداً مجيداً في رحاب الخالدين، عزائنا لـ آل معيلي ولقبيلة عبيدة ولـ مأرب وللبلاد بكلها ونصر قريب بإذن الله .