مأرب العظيمة التي كسرت كل الغزاة والمستعمرين رافضة لمشاريع الذل والهوان فوقفت شامخة بحضارتها ومجدها وتأريخيها التليد تصارع كل الغزاة ابتداء من الرومان والأحباش والفرس وغيرهم حتى انها وقفت في وجه المستعمر البريطاني الذي كان يحلم ان تمتد سواعده باتجاه مأرب ، وها هي مواصلة نضالها وصمودها في وجه المليشيات الحوثية أذناب إيران التي تحاول ان تجتاحها من كل الاتجاهات ،حيث ان إيران غيرت مجرى سياستها نحو خوض المليشيات لهذه المعارك وتشتتها في كل مناطق الجمهورية ، وعرفت بانه طيلة الحرب التي تخوضها المليشيات الحوثية في الجمهورية راحت نصف خسائرها وضحاياها في مأرب، حتى ان حرب مأرب ارهقت المليشيات إرهاقاً تاماً ، فعرفت السياسة الإيرانية بأن مأرب هي الحصن المنيع لحماية الجمهورية بل وخط الدفاع الأول عن الجمهورية بل وشبه الجزيرة العربية والخليج ، فقررت ان تسخر كل إمكانيتها وقواتها للسيطرة والاجتياح لكنها ورغم كل هذا فشلت الفشل الذريع أمام أبناء ورجال وقبائل مأرب الأبية، بل وخسرت الخسائر الفادحة التي فاقت توقع المليشيات والسياسة الإيرانية حول حجم هذه الخسائر والضربات التي تلقتها .
ثم يأتي المتساقطين أخلاقياً وجوهرياً وفكرياً ينتظرون سقوط مأرب ،وأقلامهم تثرثر بأحرف هشة وهزيلة وتخوض المعارك بأحبارها ، وتنتصر بكلماتها ، وتخون الرجال الصامدين وتشكك في ثبات الأبطال ، وتسب وتقدح وتشتم في جيش وقبائل ورجال مأرب ، نقول لهذه الأقلام اقرأوا تأريخ مأرب لتعرفوها جيداً كيف وقفت في وجه أقوى الغزاة والمستعمرين ،وستعرفون بانه من يملك عقيدة وحضارة وتاريخ واعراف وتقاليد لا يمكن ان يسقط ...لذلك ستسقط المليشيات والعصابات ،والانظمة والسياسات ، ستسقط الأقلام المأجورة والأيادي المرتعشة والعقول الزائفة ،سيقط الخونة والعملاء والمطبلون ، وستبقى مأرب وعرشها ومملكتها وحضارتها وتأريخها شامخةً شموخ الجبال صامدةً صمود الأبطال معلنة النصر والإباء .