في بداية ذي بدء نتطلع دوماً لمعرفة الوعي الفكري والسلامة الفكرية المبنية على العقيدة الإسلامية الصحيحة ومقاومة فلسفة برامج في حد ذاتها تدعو الى السقوط في الواقع المضطرب؛ بمزاعم واراجيف ونظريات ثقافية ذات تأثير سلبي تقوم بخلق تأثير لاشعوري ووجداني ينسجم مع الفكرة الخرافية بروية قداسة الأطماع والنزوات المختلفة .
كما إن الفكر السليم له أعداء واهواء ومزاعم ذاتية وجماعية وأيضاً يوجد للفكر المزيف وللقضية الخاطئة قادة يزعمون أنهم شطار ويحسبون لكل شيء من أجل أن يجسدوا الخوف من حياة الحرية ليكون الهروب إليهم وفقاً لعوامل الجهل وملذاته الأمنه والمؤتمنة على الإتباع؛
بينما في حقيقة نظرياتهم
الوضعية يضعون الوعي السياسي للجماهير في حالة غياب اجباري يبعد العقل عن طموحات الحرية واستحباب الأمم قفص سجنهم المفروض بالطغيان والجبر والإكراه وبقوة السلاح فتنتج تبعية تتويهيه ودكتاتورية استعلائية يزينها المزيفون بمزاعم وأكاذيب وخوارق ومشاغل تخريبية لا تمت للعقيدة الإسلامية بأية صلة مع أن البعض يستحسنها وهي زائفة كمال قال الله تعالى :
(إن يتبعون الا الظن وما تهوى الأنفس) .
لم يكن الواقع المعاصر بمعزل عن روح الانتماء الحقيقي لحقبة الفكر السليم في العقيدة الإسلامية ونظرياتها السياسية والفنية والمتمثلة بالحقبة التاريخية المكانية والزمنية التي عاشها صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، وهي مرحلة الطموح والازدهار والصفاء والحب والإخاء .
رغم مخاطر الأعداء التي ظهرت بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام.
تلتها حروب الردة وهي حروب الادعاء والتزييف وظهور مسيلمة الكذاب وسجح ،وقد أخذت بعداً سياسي كهنوتي مقدس فحصل سقوط فكري واتباع جماعي وردة عن الإسلام واستحسان للفكر المزيف من قبل الكهان والعرافين؛ وسرعان ما لحقه مقاومة إ سلامية وحروب بقيادة الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهي : (حروب الردة ) وعراك فكري ومناظرة أدبية وسجال إعلامي تم القضاء عليها بجهود الرعيل الأول من الصحابة الكرام وبفضل الله وتوجيهات القرآن وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والتي تدحض الأراجيف والتزييف واختلاق الفرص لتمرير مكائد التسلط والادعاء بالقداسة والاحقية وأطماع الكهان والشيطان وفرض ذلك الإكراه بقوة إثارة عوامل الخوف والتجهيل واستخدام القتل وعبر وسائل مثيرة للرعب كالدبابة والمدفع، فيتحول الفكر المسيطر الى فكر الموت والاعتقاد فتنتهي عوامل الإبداع والابتكار بمصادرة الطموح الفكري والسياسي بالأحقية لمن يمتلك القوة المفرطة والجينية السلالية لا بالأحقية الانتخابية والبرامج الإنسانية والخدمية والقدرات الاجتهادية والإبداعية والتي جاء الإسلام بها داعيا الى حرية التفكير والاجتهاد العقلي كالتتبع والقراءة والاستنتاج المثمر للرفاهية والتمكين ، كما يدعوا الى العدل والمساواة والمحبة والإخاء ويدعو الى التعايش وعدم الإكراه ويدعو الى صيانة الأموال والأعراض ويحرم القتل وسفك دماء المسلمين .
إذا ما الذي حصل؟
إذا لم يكن السقوط الفكري قد حل وانتفش ريشه من جديد بظهور من يسب الصحابة وينكر السنة ويسفه حقبة الازدهار الفكري ويسعى لتشويه العقيدة والفكر السليم ويبعد السياسي الناضج والاقتصادي الإسلامي الرباني الذي جعل العدالة والمساواة منهجا للإخوة والتواضع والاحترام والرحمة فيقضى من خلال هذا النهج على الاستئثار الطبقي وينتهج الاستعلاء السلالي .
رغم ان الإسلام ازال تلك الجاهلية فشرع الرسول صلى الله عليه وسلم بتعين قائدا للجيوش شاباً افطس ذو بشرة سوداء ومن أسرة وعائلة كانت ذات يوم من الرقيق لكنها العقيدة التي تجمع والفكر الذي لا يعرف التميز العنصري وفي الجيش وتحت إمرته خيرة الصحابة والقادة والسادة والأغنياء وأولاد عم الرسول بما فيهم علي ابن ابي طالب والاصهار والانساب من قبيلة قريش ليدلل على عظمة الإسلام انه دين العبادة والفكر والنضال والإبداع السياسي في الشورى والتواضع والاحترام .
وهذا النهج تميز به أيضاً عصر الخلفاء وما يعرفه المؤرخون بعصر القوة
وبحسب التاريخ الزماني والمكاني لعصر الازدهار الإسلامي؛
بينما في واقع الساقطين والمنخذلين يأتي من يحاول ان يزور التأريخ ويلغي دور السنة النبوية وسيرة الصحابة والخلافة الراشدة ينشر الاراجيف ويعمل على تكريه الناس بالصحابة وبالدين وبالمنهج المتزن والعقلاني الابداعي بنظرياته الإسلامية السمحاء وجوهره التعبدي القائم على التقوى والعمل الصالح وبأسلوب كاذب يلجأ البعض الى تجير كل القيم. والقداسة والتقديس لصالح جينات سلالية ليجد في اطماعها وسيلة لتمرير نظرية سجن المعتقدات الإسلامية وتسطيح فكر الارتقاء بخرافة الميراث والادعاء والفوقية وفق نظرية الحبل السري لسجن عقيدة الروح البشرية بأمم التشيع المجوسي والتلذذ بمذهب البكائية الحوثية الإيرانيين الدموية .
وفي كل زمان ومكان نجد مفاهيم خاطئة وأفكار مضلة يتبعها الضالين، ويرون انهم على حق ولهم ترانيم وشعوذات يعتقدون يعكفون عليها بانسجام نتيجة ما يمارسوه وفق برمجيات عقولهم كترديد الزامل والصرخة وترتيلات شعرية يتبعها الغاون وهم في كل وداً يهيمون. وبوجدانية وهيجتها روحين اتباع الاهواء وفلسفة واقعهم الضال، فلا يهتدي منهم الا البعض رغم حقارة معتقداتهم وسخافة تصورتهم للحياة والموت والخلق فيضيفون قدسية لمعتقدات القرابين لهاوتهم لتنسجم الفكرة الزائفة مع صراخ وجدا نهم وواقع معتقداتهم من خلال الاضفاء الروحي والتعلل الوجداني بنصوص وكلمات شيطانية وهوائية ورهبانية ابتدعوها في مألوف اتباعهم مثلهم كمثل الهندوس في عبادة البقر وتقديسهم للبهيمة وما تضيفه البهيمة في خلجات نفوسهم المتوهمة والمعتقدة وما يضيفه الشياطين والسحرة لنخر أرواحهم الضالة وهذا يعتمد على برمجية التضليل والابتعاد عن الفكرة السليمة في المعتقد واستمرارهم لحالة الانسجام الروحي مع البهيمة فما بالك بمن يقدسون ويعتقدون بسلالة بشرية وبالأموات والتمسح بالقبور والتماس والبركات .
وفقا لبرمجيات عمل عليها شيعة ومتشيعين وشباب ورواد وزوامل وقصائد وهيجان واستشعار لا تقل عن قداسة عبادة البقر واستحسانهم لها وفقا لبرمجيات اعتادوا على ترتيلها والصراخ بها في سقوط فكري لعقولهم كنموذج لمحاكاة أهوائهم بإتباعهم الظن وما تهو الانفس، ليستمر الموت والهروب إليه في ثقافة تتجسد بمسلسل غزوات المذهب والقبائل وبركات نزوات الكهنوتية المدمرة استنساخ للبعد عن حرية الحياة والإبداع والشورى .
في ظل هذه الفوضى الفكرية من السقوط الى الانجراف؛ كان من الوجب معرفة سلاح الحرب التي يدبرها أعداء الحقيقة والحق والدين والقيم الإنسانية لنتبع منهج التوضيح لفلسفة الفكرة السليمة ومقاومة التخبطات المعادية والنزوات التي تعمل على محو السليمة للإسلام ومعتقداته الصحيحة المنسجمة مع الواقع الإنساني والتوجيه القرآني منذ نشأته الفكرية وتكريم الله للإنسان وتوضيح تفاصيل الحياة الروحية التعبدية الراقية وارتباطها بالله واجتهادات المفسرين للسياسية والاقتصاد والتقيد بالحلال البين الذي أحله الله وبالابتعاد عن الحرم الذي حرمه الله .
وفق منهج كوني ورباني منسجم مع واقع الحياة فلا فضل لابيض على أسود ولا تميز عنصري ولا سلالي ولا مناطقي ولا قروي ولا طائفي، بل أن هذا التعدد القبلي ومكونات مجتمعه المدني محل ترحيب واحترام وفق توجيه تكاملي تحكمه العقيد الإسلامية وتوجهه نحو وحدة الهدف والحب والاخاء والبناء والتنمية وفق أسس تكاملية عادلة ومصطلحات فكرية راقية وتعامل ايجابي وإنساني قائم على المساواة والتعايش والتعاون وصون الحقوق والحريات بمنهج رباني يحارب الظلم والطغيان والاذلال ويعلي من شأن المحبة والأخوة والتكاتف والتراحم لاغياً حدود القهر المكاني والفاصل الوجداني وفق توجيهات عقيدة الإسلام الربانية وابداعاتها وارتباط السلوك الإيماني لأصحاب الفكرة السليمة واجتهاداتهم الإنسانية المنسجمة مع الواقع الإسلامي وفقا للفلسفة الداعية للمحبة والازدهار الفردي والجماعي .