من أعتقد أن وصول الحوثيون الى هذه المنطقة أو تلك سواء بمواجهة او بدونها، قد مهد الطريق أمامهم لتحقيق انتصار كبير انما يغالط نفسه بدراية أو بدونها ، ووقع تحت تأثير دعاية العدو وأدواته حتى تلك المتدثرة برداء الشرعية المشطط، بينما الحقيقة الجلية ان كل منطقة او موقع سيطر عليه العدو انما يؤجج نار المواجهة ويضيف لها عناصر مؤثرة تزيد من اورها لتحرق الأرض من تحت اقدام الغازي ، وهذا الحاصل اليوم وسيستمر، مع ان اي عناصر قوة يحوزها العدو انما استمدها من بور الشرعية وادارتها للحرب ووجود قيادات غير جديرة بتولي مهام مصيرية تستحق اكفاء لا بلهاء، بما في ذلك قيادة وحدات عسكرية ثبت ان اغلبها مكامن نهب وسلب للمال والعتاد بدلا من ان تكون وسائل قتال ونصر ، لكن هذا لا يعني عدم وجود عناصر قوة تتشكل في ميدان المعركة وإليها يعود الفضل في اعادة تصحيح معادلة المعركة المصيرية لصالح مارب ولصالح مشروع اليمن العظيم ، يمن الجميع لا يمن سلالة او جماعة او منطقة ..
في معارك حريب والجوبة، كانت كلمة الشباب هي العلياء -لا تقليل من ادوار شيبان اللحى- وشكلت بطولاتهم عمود المقاومة الصلبة، وهم من وقف امام جحافل العدو وقوفا اسطوريا واذاقوه الويل والثبور، بل لقد صنعوا من اجسادهم الطرية حاجزا فولاذيا امام تقدم العدو، رغم اسلحته المتطورة وكثافة نيرانه ووسائله الجديدة من صواريخ حرارية وبالستية وطيران مسير .
لقد شكل الشباب في المعارك الأخيرة عنوانا لمرحلة جديدة -احياء واموات -فيها من القوة والثبات والجسارة مالم يتوفر في أي زمان ومكان، جدير بنا اليوم الانحناء لهم جميعا سواء الشهداء او الجرحى ومن بقوا احياء، فمن صنع المعادلة الجديدة لا الاحياء وحدهم بل والاموات الذين تصدوا للموت بالموت فمنحوا الأحياء فرصة اضافية لمواجهة لاتزال مستمرة فيها يُصنع نصرا يلوح في الافق ولو شكك المشككون والافاكون والجبناء ..