خلال مرافقتي قبل يومين لأحد المسؤولين في إحدى المديريات بمحافظة تعز وهو مدير عام مديرية لإحدى المدارس لحضور ختام الدورة التأهيلية لمربيين الصفوف الأولى على مستوى المديرية والمقامة من قبل مكتب التربية والتعليم بالمحافظة وبتمويل من اليونيسف كانت كلمة المدير العام للإخوة المدرسين في غاية الأهمية وحملت رسائل قوية توقظ الهمم وتحفظ في الذاكرة اقبس منها بتصرف تؤكد ان اي مجتمع ينتصر في التعليم فهو منتصر في كل المجالات والعكس اذا هزم في التعليم ينتهي للابد واجمل ما قال ان المعلم في الاساس هو قائد في المجتمع والفرق بين القائد والرجل العادي ان الرجل العادي يستسلم بسهولة للمعوقات والهموم فيحبط ويتجمد اما القائد مهما كثرة المعوقات وصعبة الطريق لا يستسلم لها بل يغوص في اعماق المجتمع ليوقظ ويوقد كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية لتغير الواقع ويجعل من المعوقات سلم تحديات للنهوض وعدم الاستسلام ليكون المعلم دوما اساس الحل وعنوان أمل متجدد ان القائد هو الذي يتميز في الشدائد فقط وهذا دور المعلم اليوم والذي لابد ان يكون وانا اؤكد كلام المدير العام بهذا التوصيف المستحق للمعلم الذي كان حجر الزاوية لكل الأمم المتقدمة التي كرمت المعلم معنوياً ومادياً وجعلت التعليم في رأس أهدافها اما في العالم العربي والإسلامي للأسف الشديد حرموا نهائيا المعلم من التكريم المادي والمعنوي بل الأنظمة القائمة تطالب المعلم ان يقوم بكل واجباته ولا يحصل على شيء من حقوقه والمعلم اليمني يعيش أقسى وأمر ظروف لا يعيشها أي معلم في العالم بالله عليكم أيوجد معلم في العالم بدون راتب منذ ست سنوات وهو ما زال يقوم بالتدريس بكل أمانة واخلاص او من له راتب لا يغطي احتياجاته المعيشية الضرورية لمدة أسبوع فقط وهو يغدوا ويروح كل يوم للتدريس بدون كلل او ملل والله ان معلمين اليمن أعظم وأشرف وطنيين في العالم واجب على كل يمني أصيل ان يقبل كل يوم رأس ويد كل معلم ويعد هذا قليل عليه لأنه مازال خصب العطاء وبحب وهناء برغم الحصار الخانق عليه والتآمر على بقايا الفتات الذي يلقى له من الذين كانون طلابه بالأمس واليوم هم في موقع المسؤولية يتنكرون له.
سيظل المعلمين أسياد الأرض وخير الناس وبرغم ما يتعرضون له من تهميش واهمال متعمد لكن هم مدركين دورهم المقدس ومصممين ان يظلوا قادة وهم وحدهم فقط من سينقذ الأمة من هذا المستنقع لاسن .