;
د. عبدالقادر الجنيد
د. عبدالقادر الجنيد

اليمن والجيران 1134

2021-09-12 08:25:56

وقع اليمنيون ..

ووقعت اليمن .

وربما لا يوجد بلاد في العالم تدس فيه البلاد المجاورة أنوفها في شؤونه كما هي حال اليمن .

سقطت اليمن وانجذب الجيران .

سقطت اليمن وانجذبت دول المنطقة إلى هذه الخزقة أو الحفرة لتحارب بعضها البعض داخل اليمن وتحارب اليمنيين في نفس الوقت .

shape3

وكأن سقوط اليمن خلق ثقبا أسودا شفط إليه الجيران من معظم دول المنطقة التي سلمت من القلاقل .

الجذر الأول: سقوط اليمن

سقوط اليمن، تسبب به اليمنيون أنفسهم .

السَّقَطْ الساقطون اليمنيون هم من الذي أسقط اليمن .

فشل اليمنيون في الحوكمة وفي التنمية :

١ - فشل الحوكمة

الحوكمة أو الحكم الرشيد الذي يقوم على عقد اجتماعي وسيادة القانون والدستور .

جذر المشكلة، هي العلاقة بين "الرَّعوي" و "القبيلي" و "السيد ".

الرَّعوي

الرَّعوي، هو المجتمع المدني وهو الأغلبية الصامتة .

مسمى الرّعوي، قد تبلور إلى ما يمكن أن نطلق عليه مسمى المجتمع المدني والفئات المدنية التي لا تحمل السلاح ولا تستعمل السلاح والقوة لتحقيق مكاسب أو لتمرير فكرة أو الحصول على نفوذ .

الرعية والفئات المدنية، هي التي تكسب رزقها بعرق جبينها وكدها وجهدها وذكائها ومواهبها وتجارتها وزراعتها وحرفها ومهنها .

الرعية والفئات المدنية، هم الأغلبية الصامتة .

القبيلي

هو العصبية القبلية القائمة على :

رابط الدم والنسب .

رابط الداعي .

رابط المغرم .

مفهوم "الفِيد" واستعمال السلاح لسلب أهل البلاد .

مفهوم "الزَّلاج" واستعمال السلاح لابتزاز الدولة .

مفهوم "تنصيب سيد" ليكون مُحَكَّما بين القبائل عندما يتصارعون .

مفهوم " الجهاد" للزحف تحت راية "السيد" لشرعنة نهب كل من يمكن تصنيفه كطرف مخالف لفهمهم للدين ولطقوس أو أحكام الديانة الحقيقية أو للإسلام نفسه .

القبيلي، جمع هذه الخلطة كلها في شخص الرئيس علي عبدالله صالح، أول قبيلي يحكم اليمن بالثقافة القبلية وبالطرق القبلية والمفاهيم القبلية والأعراف القبلية التي برزت حتى أزاحت بالشريعة والقضاء والقانون .

كل شيء كان قبليا حتى الجيش .

أدخل الرئيس صالح اليمن في حالة جديدة "القبيلة المتعسكرة" أو "العسكرتاريا القبلية ".

ثم أدخل حالة الجيش العائلي .

مفهوم "الجيش العائلي"، كانت هي الحالة التي اكتسب بها الرئيس صالح الذي هو أكبر قبيلي، خصومة القبيلة .

وهذه مفارقة تاريخية ستكتب في اليمن .

اعتبرت القبائل هذا الجيش العائلي هو بداية دخول "النفق المظلم" على حد تعبير شيخ مشائخ قبائل حاشد عبدالله بن حسين الأحمر .

الجيش العائلي والتوريث والحرس الجمهوري والأمن القومي والأمن المركزي بيد العيال وعيال الأخ، كان هو السبب الذي دفع بإبن قريته والداعم رقم ١ لعهده ورفيق عمره الفريق علي محسن للوقوف مع ساحة التغيير في اعتصامات صنعاء ومع حميد الأحمر في معارك حي الحصبة في العاصمة .

السيد

يعتقد أنه ولي الله على الأرض .

وأن هناك آيات قرآنية مُفَصَّله عليه بهذا الصدد وأن هناك وصايا نبوية بأن من يتولى سيادة المسلمين وحكم المسلمين إنما هم فئة بني هاشم وأن هذا مثل الوقف المسلسل ينتقل فيه الحق مَنْزَلْ منزل حتى وصل إلى بيت حميد الدين ثم ضاع الحق بالثورة على مفهوم "الإمامة" وبقيام الجمهورية ولكن استعاده عبدالملك الحوثي ابن بدر الدين .

كنا قد اعتقدنا أن ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ قد أنهت جذر المشكلة اليمنية من أساسها، ولكن "القبيلي" استولى على الجمهورية والجيش والدولة وقام بدور " القبيلي" و "السيد" معا بالركوب على ظهر "الرَّعوي ".

ومرت الأيام وعادت اليمن الآن إلى حكم "السيد ".

قتل السيد عبدالملك الحوثي- الذي أطلق على نفسه مُسمى "الناطق القرآني "- الرئيس "الزعيم" صالح أول رئيس قبيلي يركز حكم اليمن بيد القبيلة .

وعاد "السيد" ليمتطي ظهر "القبيلي" ليسيطر على "الرَّعوي" أو الفئات المدنية أو الأغلبية الصامتة من أبناء اليمن .

٢ - فشل التنمية

قصة فشل التنمية في اليمن هي نفس قصة أي بلد يحكمه الفاسدون .

ولن ندخل في التفاصيل .

فساد الحكم في اليمن أدى إلى انهيار الطبقة المتوسطة .

عدم المساواة وانهيار مستوى معيشة الناس وانعدام الخدمات الأساسية والفقر، يؤدي إلى القلاقل وعدم الاستقرار وهذا هو الطريق الذي أدى إلى خروج اليمنيين إلى ساحات الاعتصامات في ١١ فبراير ٢٠١١ .

وهذه الساحات نفسها- ساحات الاعتصامات- هي التي عاد من خلالها "السيد" متنكرا من خلال كل الأحزاب القومية أو الاشتراكية أو المصاهرة القبلية أو من خلال حتى أحزاب إسلامية أخرى يكرهها مثل حزب الإصلاح .

وأيضا شارك "السيد" سافرا جهرا وعلنا في اعتصامات الساحات وانتأى مكانا قصيا معزولا أو متكبرا متعاليا وحتى معاديا لبقية المعتصمين .

المرجعيات الثلاث

ساحات الاعتصامات والحروب الصغيرة المتناثرة في كل أنحاء اليمن، هي التي اسقطت ٣٣ سنة من حكم الرئيس صالح وأنهت حكم القبيلة المتعسكرة .

لم يتحمل صالح إزالة لقب الرئيس من اسمه فأطلق لنفسه بنفسه لقب "الزعيم ".

ونتج عن فترة القلاقل والثورات والاعتصامات هذه توصُّل اليمنيين إلى "عقد اجتماعي" و "دستور"، ليحل إشكالية الحكم والحوكمة والدولة والجيش على أمل أن يتم من خلال حل هذه الإشكاليات التوصل إلى حل أهم مشكلة وهي التنمية الاقتصادية والاستقرار .

ولكن "السيد" و "القبيلي"، كان معهم رأي آخر .

اتحد "الزعيم" "القبيلي" علي عبدالله صالح مع "السيد" عبد الملك الحوثي، واقتحموا معا العاصمة صنعاء في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ .

وكان هذا هو يوم السقوط الكبير لليمن .

وكان يوم السقوط هذا هو الذي شفط دول المنطقة إلى داخل اليمن وكأن بلادنا أصبحت طاقة مغناطيسية هائلة لا مهرب لهم منها .

قطر

الكلام كثير عن دور دولة قطر أيام حروب صعدة وأيام مشاركتهم مع الرئيس صالح في بناء مدينة سكنية "الريان" في فج عطان في العاصمة وأيام ما طردها الملك عبدالله عاهل السعودية من الشأن اليمني ثم عداوة الرئيس صالح لأمير قطر وعن دور قناة الجزيرة وعن الفضائيات الممولة قطريا وعن دعم القطريين للإخوان المسلمين .

وعن العلاقة الحميمية الخاصة بين إيران ودولة قطر .

وعن علاقة الإخوة الأعداء بين المملكة السعودية والإمارات من جهة ودولة قطر في الجانب الآخر ..

الماكينة الدعائية لقطر، تقوم بدك وتسفيه كل السياسات السعودية والإماراتية .

هناك أشياء تفيدنا في هذا وأشياء أخرى تلحق بنا الضرر لأن المحصلة النهائية فيها تفيد الحركة الحوثية وإيران .

لكن قطر، لم تتدخل في اليمن بإنشاء ميليشيات وتسليحها لتحارب الشرعية .

سنركز هنا على الجيران الذين تم شفطهم إلى اليمن ليس فقط بالأفكار والإعلام والمال، ولكن بالجنود والمدرعات والدبابات والألغام والمفخخات والمسيرات الدرونز والطائرات القاذفات .

هؤلاء الجيران، مثلهم مثل "السيد" و "القبيلي"، يريدون أن يفرضوا على اليمن أوضاعا وانفصالا وهويات فكرية ومذهبية جديدة، بالقوة وباستعمال السلاح .

سنركز على الإمارات وإيران والسعودية .

وسأعتبر أمريكا من الجيران .

أولا: الإمارات

ظهرت لنا الإمارات، ولم نكن نتوقع حتى في أبعد كوابيسنا أنها ستظهر .

قليل البخت، يطلع له العظام من بين العصيد .

كيف طلعت لنا هذه الإمارات؟

لا أدري .

١ - الإمارات ثرية

ثراء عظيم وبدون عقال جامح .

معهم صندوق سيادي بثلاثة تريليونات دولار ودخل طازج يومي هائل من نفط أبو ظبي ودخل تجاري وترانزيت عظيم من دبي .

كيف تكون بهذا الثراء وتطمع ببلد فقير منكوب مثل اليمن؟

كيف تسرق أسماك اليمن الطازجة يوميا؟

وأنت تستطيع أن تشتري كل أسماك العالم .

٢ - الإمارات تزرع أعداء

الإمارات، تمول شرذمة وتفكيك اليمن .

الإمارات، تقول أن الانفصاليين الجنوبيين حركة تحرر وطنية، وأن الإمارات دولة يعجبها تشجيع حركات التحرر الوطني .

وملأت كل مكان بالميليشيات .

أهانت الإمارات اليمنيين بنعث العاصمة المؤقتة عدن وتمزيق الجنوب والمخاء وساحل البحر الأحمر وباب المندب وجزيرة ميون وسقطرى ومحطة بلحاف الغازية في شبوة، بدون هدف أو غاية محترمة .

وهناك تعاملات مالية ونفطية بين إيران والحوثيين عن طريق الإمارات وخاصة في دبي .

وهناك معلومات بأن الإمارات تساعد في تهريب السلاح للحوثيين عبر الجنوب وعبر محافظة البيضاء .

لو يدري الإماراتيون مدى سخط اليمنيين عليهم وحجم الكراهية لهم لكان هذا وحده كافيا لإيقافهم .

٤ - الإمارات دولة عظمى

عندها أوهام أنها دولة عظمى في المنطقة .

ولا أدري ما الذي يعجبها بأن تكون دولة عظمى مادامت تتمتع بكل هذا الثراء وهي دولة صغرى .

لماذا لا تكتفي بأن تكون مثل دولة سنغافورة وهي أعظم دولة صغرى؟

٥ - الإمارات وأمريكا 

تربط نفسها بأمريكا لتقوم بأدوار العظمة .

نحن نعرف بأن كل البلاد الثرية الضعيفة تريد حماية الدول القوية، ولكن الإمارات تبالغ بهذا الدور حتى وصفها الأمريكيون بأنها "اسبرطة" الصغرى، أي الدولة الصغيرة بالحجم القوية باستعمال السلاح .

ومهما عملت الإمارات لن تصبح دولة قوية مسلحة .

والسلاح وحده، لا يحمي الأثرياء .

العقل والتعقل، ممكن يحمي الأثرياء .

٦ - الإمارات وإسرائيل 

تربط نفسها بإسرائيل لتمتين رباطها بأمريكا .

نحن نعرف أن اسرائيل، قد هزمت كل العرب .

ولكن ليس معنى هذا أن نندفع لاحتضان اسرائيل أو الارتماء في أحضانها .

هناك أشياء غالية لا يجوز التفريط بها مثل حقوق إخواننا الفلسطينيين ومثل الكرامة ومثل الكبرياء .

هذه أشياء مهمة .

الحق والحقوق والكرامة والكبرياء، أشياء مهمة .

ونحن يهمنا هذا لأن تملق الإمارات لأمريكا، بتنفيذ رغبتها بإقامة علاقات مع اسرائيل، يعطيها كارتا أو بطاقة خضراء أو سماح لتعبث في اليمن كما تشاء .

٧ - الإمارات تخدم إيران

الإمارات، تخاف من إيران وتخضع وتخنع لها وتعطيها مصالح عظمى ولا يمكن أن تعارض أهدافها في اليمن .

١٥٪؜ من الاستثمارات الأجنبية في دبي، إيرانية .

إيران، تتنفس اقتصاديا وتتملص من تأثير العقوبات الأمريكية عبر دبي .

إيران، تستطيع أن تنعث دولة الإمارات واستقرارها وازدهارها بدون أي مجهود .

إذا كانت إيران قد فحست ودحست العراق وسوريا ولبنان واليمن واستولت على كل هذه البلاد بفيلق القدس فقط، فهل ستستعصي عليها الإمارات حتى لو كانت بحماية أمريكا؟

٨ - السعودية، هي من جلبت الإمارات لليمن .

ونحن اليمنيون لا نعرف ولا نستوعب ما الذي استفادته السعودية من إطلاق يد الإمارات في اليمن، هكذا؟

هل تخاف السعودية من الإمارات لتسمح لها بابتزازها، هكذا؟

هل السعودية راضية عن أعمال الإمارات هذه في بلادنا؟

السعودية تقول أنها تدعم الشرعية، فكيف تسمح للإمارات أن تعادي الشرعية جهارا عيانا وبالمال والسلاح في عقر دار الشرعية؟

٩ - الإمارات غير مفهومة

لو تقلب الإمارات بالطول والعرض، لن تستطيع أن تشرح ماذا تريد الإمارات .

ستستطيع أن تأتي بإجابات، ولكنها غير مقنعة .

الإمارات، حالة مستعصية على الفهم .

ثانيا: إيران

إيران، دولة عظيمة في المنطقة وهي الوحيدة التي معها طموحات توسعية امبراطورية واستعمارية .

١ - إيران، تكره السعودية

الذي لم يدرك بعد أن إيران تكره السعودية وتريد إنهاء السعودية كنظام حكم وكاسم وكمملكة فهو لا يفهم إيران .

٢ - إيران، لن تتخلى عن الحوثيين .

الحركة الحوثية وسيلة رخيصة لنزف السعودية وللوصول إلى البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي .

٣ - الحوثيون، لن يتخلوا عن إيران .

لن يستطيع الحوثيون الاستيلاء على اليمن واحكام السيطرة عليها بدون إيران .

٤ - الحوثيون وإيران، تهديد كبير وخطر على السعودية .

أ- إهانة وهزيمة ونزف للمملكة على المدى القريب

ب- تهديد وجودي بإنهاء النظام السعودي والاستيلاء على ثروات السعودية على المدى البعيد .

ثالثا: أمريكا

أمريكا، متواجدة في اليمن بأكثر مما نتصور .

هي تراقب اليمن عسكريا، بإسم محاربة الإرهاب وتضرب حيثما تشاء وقت ما تشاء .

وهي المجتمع الدولي وهي الأمم المتحدة وهي المبعوث الأممي فيما يخص اليمن وزادت عينت مبعوث دولي ليحرك كل هذه الأشياء .

بريطانيا وأوروبا وكل المجتمع الدولي ، يتنحون جانبا عندما تريد أمريكا ويكثرون من الزعيق وإطلاق النُّفيخات والزمامير عندما تطلب منهم أمريكا أن ينفخوا ويزمروا ويدفعون الفلوس .

هذا هو كلام أمريكا :

١ - أمريكا تريد وقف الحرب

لن يوافق عليه الحوثي ولا إيران .

الحوثي وإيران، يرون أنهم منتصرون وأن أمريكا مجرد طبل أجوف ولا يكترثون بمقاطعتها أو شجبها وتنديدها .

٢ - أمريكا تريد حكومة مشاركة

الحوثي، يعتبر نفسه ولي الله وناطق القرآن، وأمريكا تطلب منه أن يكون مثل هادي أو محسن أو عيدروس أو عفاش .

الحوثي، مهووس ملحوس طامع طامح .

أمريكا، هبلاء وتريد إقناع الحوثي .

٣ - أمريكا تقول أن إيران ستقوم بدور بناء في اليمن .

إيران، تريد الاستيلاء على الرياض وثروات السعودية وضمها لسوريا ولبنان والعراق واليمن، وتريد استعمال الحوثيين لهذا الغرض وأمريكا تطلب منها بلطف أن تغض النظر .

إيران، دولة توسعية امبراطورية مهووسة دينيا .

أمريكا، هبلاء وتريد إقناع إيران بالكلام .

٤ - أمريكا، تقول أن "بناء الدول " Nation Building ليست مهمتها .

ترجمة هذا عمليا، سيكون :

أ- ممكن أن يستولي الحوثيون على اليمن كما استولت طالبان على افغانستان .

ب- لن يهم أمريكا إذا كان مصير السعودية على المستقبل البعيد بائسا على يد الحوثيين وعلى يد إيران .

واضح جدا، أن السياسة الأمريكية الحالية، لا خير منها لليمن ولا للسعودية .

يجب استيعاب هذه الأفكار الهبلاء الأمريكية وامتصاصها والتعامل معها بحيث نعيدها إلى ملعب أمريكا نفسها لتجرب حظها بتسويقها بنفسها للحوثيين والإيرانيين، ويمكنها أن تمدح نفسها إذا أرادت وسنسايرها ونوافقها على أنها رائعة .

وأهم شيء هو ألا نكرر مقلب مهزلة ستوكهولم .

رابعا: السعودية  

السعودية، شنت عاصفة الحزم في ٢٦ سبتمبر ٢٠١٥ .

أول حرب حقيقية، تشنها السعودية في حياتها .

لا أحد يشن أول حرب حقيقية في حياته بدون أن يكون قد فكر وتحسب بأن ما حدث في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ من انقلاب صالح/الحوثي وهبوط الطائرات الإيرانية الواحدة تلو الأخرى في مطار صنعاء، إنما هو خطر وتهديد وجودي ماحِق للسعودية .

هذا الكلام السعودي الفارغ بأنهم ممكن أن يتركوا اليمنيين لشأنهم حتى لو سقطوا بيد إيران، سيبقى مجرد كلام سعودي فارغ .

السعودية، سابطة وملتصقة باليمن .

واليمن، سابطة وملتصقة بالسعودية .

وسيبقى هذا الوضع دائما .

هذا هو الوضع السعودي الآن :

١ - السعودية، مهزومة في اليمن حتى الآن .

هل قد قبلت السعودية بالهزيمة؟

هل ستقبل السعودية الهزيمة على يد الحوثيين كما قبلتها أمريكا على يد طالبان في افغانستان؟

الأمريكان، قد نسوا أنهم هزموا في افغانستان وابتدأوا يهتمون بمشاكلهم وأعاصيرهم وحرائقهم لأن بلادهم بعيدة .

ولكن السعودية سابطة باليمن، وستبدأ مشاكلها وكوابيسها الحقيقية ثاني يوم استيلاء الحوثيين على كل اليمن وهو اليوم نفسه الذي سيتم فيه تعليق يافطة " فيلق القدس" كبيرة على إحدى بنايات صنعاء .

٢ - السعودية غير منسجمة مع الشرعية .

هذه مصيبة سعودية يمنية ووصفة للاستمرار في التسكع بطرقات الهزائم .

٣ - السعودية، لم تستطع أن تكتسب عقول وقلوب اليمنيين .

العمل المطلوب، معروف .

٤ - لن أنتقد الشرعية اليمنية ولا بنصف كلمة .

لن أتكلم عنها حتى تعيد السعودية الشرعية اليمنية إلى عاصمتها عدن برئاستها، وحكومتها، وقيادة جيشها، وتخلصها من تنمر ومعفاطة الإمارات، والتخلص من كل الميليشيات الإماراتية داخل اليمن .

٥ - شروط السعودية وغمغمتها وغموضها .

إذا كان للسعودية طلبات وتشرطات على الشرعية، تقولها صراحة ولا تتركها وتتركنا نتقلب بين الريبة والشكوك والأوهام والتوقعات والاتهامات .

هذا الغموض السعودي له نفس وقع الهزائم .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد