لماذا الحوثي يمتلك مصادر القوة؟
مضت قرابة سبع سنوات على الحرب في اليمن منذ الانقلاب على مؤسسات الدولة والحكومة الشرعية من قبل مليشيات الحوثي التي سيطرت على سلاح الدولة فابرغم من تدخل التحالف العربي السعودية والامارات ووجود اسناد سياسي أممي وشراء سلاح متنوع من قبل التحالف ودخوله الحرب إلا أن الحوثي ما يزال يملك صواريخ بالستية تستهدف العمق السعودي ومناطق الشرعية ايضا وفوقها طيران مسير قتالي ...
الحوثي ومليشيات لم يضعف اقتصاديا رغم حجم الحصار عليه، ويبدو ان الحصار المعلن هو في الإعلام بينما على الواقع لا يوجد انقسام عسكري ولا سياسي في مناطق سيطرته بعكس الشرعية والحكومة التي استهدفت وطردت من العاصمة عدن .
الحوثيون يستمدون قوتهم من ثنايا تشظيات جبهة التحالف العربي وانقساماتها السياسية
وثانيا وفرت له اتفاقية ستوكهولم عام 2018م مساحة للتنفس الاقتصادي عبر ميناء الحديدة مضامينها ايقاف الحرب لدواعي انسانية وكسبها الحوثي بتعاطف دولي .
وجود خلافات جذرية عميقة في بنية الشرعية والقوى المتضوية تحت مظلة التحالف العربي .
ساهمت دول التحالف يبدو بإيعاز اقليمي أو دولي على تأسيس ودعم كيانات موازية للدولة في الجنوب والساحل الغربي وفي الشرق ووفرت له كافة الدعم
وعندما حاولت دمجها في اطار الحكومة عجزت وواجهة تعنت شديد بالرفض .
مما يكشف عن تخبط وجهل وفشل في ادارة وحدة الهدف لجميع القوى انعكس هذا الموقف بردود فعل صادمة لتتحول إلى اشبه بصراع داخلي على ملفات عديدة ابرزها الخدمات ؟؟؟
تحاول الرياض وابوظبي التخادم وتبادل الادوار ولكنهما يوجهون عجز كبير في اسقاط مليشيات الحوثي بل حتى اضعافها.
ملف حرب اليمن تجاوز اهداف المعلنة للتحالف العربي حد منحى واهداف اخرى تتعلق بواقع اخر يندرج ضمن استحقاقات ومطامع وحسابات ذاتية
تؤكده هذه الوقائع رغبة ملحة لطرفي التحالف العربي في تقويض الدولة ومؤسساتها وانهاكها واسقاط وجودها وسلب قرارها الوطني وابعادها تماما عن المشهد والحضور .
لا أمل في اي نصر عسكري او حتى سياسي على صنعاء راهنا في ظل اتساع الصراع ودائرة التشظيات جنوبا وشرقا .
هناك من يأمل في انفراج للسلام من قبل المبعوث الاممي الجديد لكن الحقيقة لا أمل ولا داعي للافراط في العواطف لان اهداف الحرب مخطط لها دوليا في استراتيجية المصالح الدولية ..
وهي حقا فرضت اوضاعا جديدة ولا هناك سلام يتحقق بدون ازالة مصادر الحرب وهذا مستحيل يتنازل اي طرف على ما هو تحت يده ....
حرب اليمن لن تتوقف كما يتوقع البعض دون تدخل دولي قوي بفرض ايقافها واستخدام القوة
وهي بداية لإعادة رسم خارطة جديدة لليمن ويبدو المنطقة الاقليمية مع استمرار ملف الوصاية الدولية على مساحات التكتونات الجديدة التي ترتسم في مشهد الصراع وتوزيع خارطة المصالح .
كما يقال (عادها مطولة ) .