السقوط الفكري والناتج عن سوء الفهم والحماقة والغباء وعدم الإدراك؛ ينتج عنه سلوك وتصرفات توقع الكثير في الفتن والمشاكل والمحن، وعندما نتتبع ذلك السقوط سنجد أن الفهم الذاتي للحقوق المادية او المعنوية والأخلاقية للغير عند المتساقطين والسقط مشاب بالعمى لفقدان حاسة عدم الإدراك بحقوق الناس وأدميتهم وشرف انتمائهم للعزة والكرامة (ولقد كرمنا بني آدم..) فيلجأ المتغطرسون والاستقوئيون والحمقى الى انتقاص ذواتهم بانتقاص حقوق غيرهم، وبانتقاص حقوق الغير يطغى الإنسان بما يحمل في داخله من دوافع الجشع والطمع والحرص ومبررات ايحائية مصدرها فساد وفجور بالإضافة الى تشجيع وانقسم الغير،
او نشاط المؤججين ودعاة الفتن والدجالين وأمراض النفوس من السياسيين والمغرضين، والحاسدين والمكايدين وهم كثر .
ولعلى أحد الأسباب الواضحة لهذا السقوط استغلال الأحداث والمشاكل واستثمار عوطف التشنجات والاستفزازات ليتم تمرير الشائعات والأكاذيب والافتراءات، والدورات الثقافية المنحلة والمعلومات المغلوطة او بالتحريض الممنهج بالقروية والعنصرية والسلالية والتعصب المغلق للأفكار والذي ينتج عنه عصابات لا تفقه الحق ولا تؤمن بالحقيقة التي منشؤها العلم والمنطق والثوابت الدينية والأدلة العقلية .
وعندما تتوفر بيئة التحريض والفهم الخاطئ يحصل الإصرار والتعصب لتكمن الخطورة على المجتمع وتظهر الفتن ويتم تمرير خطط الكيد من خلال الشائعات والتحريض والكذب والافتراء فتتمزق أواصر
المجتمع ويقتل الأبرياء، وتغيب الحقائق من أذهان الناس بفعل الدس والوقيعة والتحريض على البعض؛ حتى وصل في عصر صدر الإسلام ان قام حشد من المغفلين بارتكاب جريمة يندى لها الجبين ألا وهي: جريمة اقتحام منزل أمير المؤمنين وخليفة رسول الله عثمان ابن عفان رضي الله عنه وقتله وهو الذي يحكم ثلاثة ارباع العالم وأكبر دولة على وجه الأرض، فلم تشفع له سابقيته للإسلام ولا نضاله وجهاده ورجاحة عقلة عندما وصل التحريض السياسي والشائعات ضده مبلغها من قبل الأعداء، وعندما وصل
بالقوم حد الاستغفال والسقوط فحصلت الكارثة، فلا تقللوا من شأن التحريض والإعلام الكاذب والتشويه الممنهج للأعداء بل عليكم التفنيد والإيضاح وازالة الشبه واقامة الحجة في كل زمان وما أكثر الساقطون والسقط والمروجون للشائعات ومثيري الفتن في زماننا هذا وبما تتيحه وسائل الإعلام الفردية والممولة والمعادية وبصور تتوهيه وزائفة تستولي على العقول فيحصل التزييف لفهم ما ينفع بما يضر!!!
وتتغير حياة الناس من الإيجابية الى السلبية لتصطدم ببعضها فتفقد الاحترام والأخوة والتسامح والتعايش ويكثر التباغض والتحاسد والتناجش، فتفقد المدن والقرى والدول مكانتها بهذا السقوط .