كنا نسمع ونقرأ ان العلمانية واليسارية والحداثة هي الإيمان والنضال من أجل الدولة المدنية واليوم صار الكثير منهم رأس الحربة في هدم أي محاولة لإقامة الدولة المدنية ويعشقون حتى السكر البيادة لقد رسخوا في الأذهان ان الإسلامين رجعيين وضد الدولة المدنية ويحملون مشروع الدولة الدينية وعندما رأيناهم في اليمن ومصر وتونس وتركيا والمغرب والجزائر والكويت و…… .
أدركنا كم هم مؤمنين بالدولة المدنية ومبادئ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والدليل يصعدون للحكم بالصندوق ويخرجون من الحكم بنتيجة الصندوق ولن نجادل ابداً في هذه الحقيقة فالتجربة اثبتت ذلك وكانت خير برهان وشهد بذلك كل العالم بل هي حقيقة ساطعة مثل الشمس ولا يهمنا من ينكر من كان بعينه رماد او عمى و ان العلمانيين واليسارين والحداثيين في الوطن العربي لم يصلوا للحكم إلا بانقلابات عسكرية دموية متواصلة ولا يخرجون من الحكم الا بعنف ودماء، وعندما فشلوا في الحصول على ثقة شعوبهم في الانتخابات التي جرت بعد ثورات الربيع العربي ولم يستطيعوا ان يصلوا للحكم عبر الصناديق تحولوا الى أداة من أدوات الثورة المضادة وانسلخوا كما يسلخ جلد الشاة من كل أفكارهم ومبادئهم في ايجاد الدولة المدنية بل ارتموا وبشكل عفن في احضان الرجعية البرجوازية والبيادة العسكرية.
وقد كانوا يقولون ان الرجعية البرجوازية العدو الاوحد للدولة المدنية التي كانوا يناضلون من اجل الوصول لها اتضح انهم لم يكونوا عشاق دولة مدنية بل عشاق وبجنون للبيادة العسكرية ويأتي أحدهم منظرا يعقب ويقول الدولة المدنية ليست ديمقراطية انتخابات وصندوق ومبررات واهية أقبح من عشقهم للبيادة نحن نعرف الديمقراطية ليست انتخابات وصندوق فقط وانما عدالة اجتماعية ورغيف عيش وحقوق تنموية ومدنية وحماية حقوق الاقليات ومنظومة متكاملة لكن لا يختلف اثنين بالعالم ان البوابة الكبرى للدخول للدولة المدنية ومنظومتها هي ان السلطة بيد الشعب تمارس بالانتخابات والصندوق أولاً والتداول السلمي وعدم تولي الجيش للسلطة تحت أي مبرر.
والادهى والاعجب بهؤلاء انهم تحالفوا مع التيار الإسلامي المتجمد الذي يحرم التصوير ويحطم الأثار ويؤمن باستباحة دم المخالف وقاطع الصلاة وعدم حلق اللحية وما ندري هل العلمانيين لبسوا العمامة ومسكوا المسبحة اما ان هذا التيار المتجمد لبسوا الكوت والكرفتة ام انهم احرقوا كتب المفكرين العالمين والأمميين والقومين واعتكفوا على كتب ابن تيمية وابن القيم اما التيار المتجمد المتحالف ما زالوا يحرمون الانتخابات وتذكرت هنا ذلك المتورد الكبير عندما قال سابقا سنعود للحكم اما بعمامة محمد او بقناع لينين وها نحن نرى اغلب اليسارين قطيع يساقوا دون وعي وادراك .