إلى مقام الشهيد عبدالله الحاضري الذي غادرني وأنا في لحظة عصيبة لم أستطع تدارك الامر ولا استيعاب الموقف وانا أحط عصافيري على القصيدة فيعلو نحيب الحمام علي نشيج السلام
مات المفدى... فاعذروني إن أنا
ضيعت في ميزانه أوزاني
الحاضري ولّى ..وصبحي بعده
غسق بلا شفق ولا أشجانِ
مات الصديق .. فكل شيء بعده
شيء بلا معني سوى أحزاني
مات الحبيب .. فهيئوا لي حقبةً
تكفي لأبكيه بألف زمانِ
يا حاضري لما رحلت تهدهدت
ثكناتنا وتزعزعت أوطاني
رجل بحجم زمانه ومكانه
وبحجم حزن الأرض والإنسان
أنا لست أدري من يعزي فيه من
وبكل عينٍ موجةٌ ومواني
أنا لست أدري هل أهنئه بكم
فيما أعزيكم به ببياني
من يحصد العبرات في يوم النوى ويرمّمُ الآماق في الأجفان
يبقي هو الأثرى أمام الله
والتاريخ والأوطان والثقلان
من يشتري حب الفقيد إذن بما
في الأرض من ذهب ومن تيجانِ
أنا لست أدري من أعزي فيك يا
قاضي وليس الحصر في إمكاني
الكل يشرق بالبكاء ويحتسي
نصف الدموع بزفرة الولهان
الكل يرفع كفه في خشعة
أو دعوة للواحد الديانِ
يا رب عبدالله فارحمه وكن
سنداً بحق محمد العدنانِ
يا رب أنت حسيبه لكننا
شهداؤه بالفضل والأحسانِ
والعفو والخلق الكريم وكفه
يا رب كف المكرم المتفاني
والود فيه سجية الإنسان في
الإنسان يتلوها على الإنسان
لا لم يمت هذا الفقيد وحبُّه
لحن الزمان وعطر كل مكانِ
إن الذي قد مات جسمٌ ميت
هو في نهايات النهاية فانِ
لكن ( عبدالله) كونُ محبةٍ
صبغت ذوات ذواتنا بكياِنِ
حبٌ تجذّر في شعاب حياتنا
فنما بعمق الروح والوجدانِ
يا مشعل الأضواء ضوؤك ساطع
حتى ولو أغفى لبعض الآنِ
ستظل حياً في ضمير أحبةٍ
وجدوك فرداً ما له من ثانِ
قيم الرجولة فيك تبقي حيةً
فينا وتبقي للرجال معاني
أنا لست أدري يا رفيقي كيف لي أن أنقل القاموس فوق بنان
أو أسجن الأهرام في ثلاجةٍ
أو أدخل المرحوم في ديواني
ضرب الوفاء وأهله والنبل والـــ
ـــنبلاء في ليل ببضع ثوانِ
ماذا أقول ولم يعد لي واحة
بعد الذي ازدهرت به أفناني
إني أعزي الحرف في ربانه
فرداً فعزوا كلكم رباني
وأقول فيهِ وحدهُ صرعَ الإبا
حصراً وليس سواهُ في إمكاني
إن النجوم كثيرةٌ لكنها
ما بينها غير السهيل يماني
يا حاضراً في القلبِ أنت مدائني
ولأنت أجمل ما يقول لساني