معركتنا مع الحوثي طويلة ومصيرية والحذر واليقظة من أهم عوامل النصر فيها وقد أكد ربنا جل وعلى عليها، قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم " وقال تعالى :" فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم"، وهي صلاة الخوف كما يعبر عنها الفقهاء. وإذا كان الجيش حذرا يقظا، صعب على عدوه أن ينال منه أو أن يباغته ليقضي عليه، والمباغتة مبدأ من أهم مبادئ الحرب، وليس جيشاً حقا من ينام عن عدوه، لأن المبدأ السليم في الحرب هو ادخال أسوأ الاحتمالات في الحسبان.
وتطبيقا لمبدأ الحذر واليقظة، كان المسلمون الأوائل أوقات الحرب لا ينامون ولا يدعون أحد ينام، وما أصدق المثل العربي القائل :" إن كان عدوك نملة، فلا تنم له ". والاستهانة بالعدو اعتمادا على الكثرة والعدد ، يؤدي الى الكوارث في الحروب، وقد علمنا الله سبحانه وتعالى درسا عسكريا سجله القرآن الكريم، فقال تعالى :" ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت، ثم وليتم مدبرين ". إن الاستهانة بالعدو تؤدي الى الهزيمة، نعم من حق المنتصر أن يستهين بعدوه بعد إحراز النصر عليه، أما قبل المعركة فلابد أن يدخل في حسابه عن عدوه أسوأ الاحتمالات . ثقتنا بالله ليس لها حدود.